الخاصة ما رواه ابن بابويه عن الصادق عليه السلام أن سئل عن أجر النائح فقال: لا بأس به قد ينح رسول الله صلى الله عليه وآله وروي أنه قال لا بأس بكسب النائحة إذا قالت صدقا وفي خبر آخر قال يستحل بضرب إحدى يديها على الأخرى وذلك يستلزم المطلوب. [الثالث] يحرم ضرب (الخدود) ونتف الشعور وشق الثوب إلا في موت الأب والأخ وقد سوغ فيها شق الثوب للرجل روى وكذا يكره الدعاء بالويل والثبور وروي أن أهل البيت إذا دعوا بالويل وقف ملك الموت في عتبة الباب وقال إن كان صيحتكم علي فإني مأمور وإن كان صيحتكم على ميتكم فإنه معبور وإن كانت على ربكم فالويل لكم و الثبور وإن لي منكم لعودات ثم عودات وروى ابن بابويه عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال لفاطمة عليها السلام حين قتل جعفر بن أبي طالب عليه السلام لا تدعى بذل ولا ثكل ولا حزن وما قلت فيه فقد صدقت ذلك قال لما قبض علي بن محمد العسكري عليهما السلام روى الحسن بن علي عليهما السلام وقد خرج من الدار وقد شق قميصه من خلف وقدام.
[الرابع] ينبغي لصاحب المصيبة الصبر على البلية والاسترجاع قال الله تعالى: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) وروى الجمهور من أم سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ما من عبد يصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم (آجرني) في مصيبتي واخلف لي خيرا منها علي أجزاه الله في مصيبته وخلف له خيرا منه قالت فلما مات أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله فأخلف الله لي خيرا لي منه رسول الله صلى الله عليه وآله ومن طريق الخاصة ما رواه ابن بابويه عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال أربع من كن فيه كان في نور الله الأعظم من كان عصمة أمره شهادة أن لا إله إلا الله واني رسول الله ومن إذا أصابته مصيبة قال إنا لله وإنا إليه راجعون ومن إذا أصاب خيرا قال الحمد لله رب العالمين ومن إذا أصاب خطيئة قال استغفر الله وأتوب إليه وقال أبو جعفر عليه السلام ما من مؤمن يصاب بمصيبة في الدنيا فيسترجع عند مصيبته ويصبر حين تفجأ المصيبة إلا غفر الله له ما مضى من ذنوبه إلا الكبائر التي أوجب الله عز وجل عليها النار وكلما ذكر مصيبة فيما يستقبل من عمره فاسترجع عندها وحمد الله عز وجل غفر الله له كل ذنب اكتسبه فيما بين الاسترجاع الأول إلى الاسترجاع الأخير إلا الكبائر من الذنوب وقد ورد حصول الثواب وإن لم يصبر روى ابن بابويه عن الصادق عليه السلام قال من أصيب بمصيبة جزع عليه أو لم يجزع صبر عليها أو لم يصبر كان ثوابه من الله الجنة وقال عليه السلام ثواب المؤمن من ولده الجنة صبرا ولم يصبر وهذا أمر معقود أيضا لحصول الاسم بالبعد المستلزم للعوض. [الخامس] روى عمر عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال إن الميت يتعذب ببكاء أهله عليه وأنكره ابن عباس قالت عائشة والله ما حدث رسول الله صلى الله عليه وآله أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ولكن قال الله تعالى ويزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه قالت عائشة وحسبكم القرآن قال الله تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) وإنكارها يدل على بطلانه وقد ورد في أحاديث أهل البيت ضد هذا فقد روى ابن بابويه أن الباقر عليه السلام أوصى أن يندب في (المواسم) عشر سنين وعن محمد بن الحسن الواسطي عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن إبراهيم خليل الرحمن سأل ربه أن يرزقه ابنة تبكيه بعد موته وقد تأول هذا الحديث على تقدير صحته وقيل أن الجاهلية كانوا ينوحون على موتاهم ويعذرون أفعالهم التي هي قتل النفس والغارة على الأموال فأراد عليه السلام أنهم يعذبون بما يبكون به عليهم. * مسألة: ويستحب زيارة المقابر للرجال وهو قول العلماء كافة روى الجمهور عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال كتب يمينكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها يذكركم الموت رواه مسلم ومن طريق الخاصة ما رواه ابن بابويه في الصحيح عن محمد بن مسلم قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام الموتى تزورهم فقال نعم فقلت فيعلمون بنا إذا أتيناهم فقال أي والله انهم ليعلمون بكم ويفرحون بكم ويستأنسون إليكم وقال الرضا عليه السلام من زار قبر مؤمن فقرأ عنده إنا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات غفر الله له ولصاحب القبر وعن سماعة بن مهران أنه سئل الصادق عليه السلام من زيارة القبور وبناء المساجد فيها فقال أما زيارة القبور فلا بأس ولا يبنى عندها مساجد ولان ذلك يتضمن الاتعاظ وذكر الموت و كثر النفس عن اتباع الهوى وسؤال الرب الرحمة له وللميت والاستغفار. فروع: [الأول] يستحب تكرار ذلك في كل وقت روى ابن بابويه عن إسحاق بن عمار قال سألت أبا الحسن عليه السلام عن المؤمن يزور أهله فقال نعم فقال في كم قال على قدر مصايبهم منهم من يزور كل يوم ومنهم من يزور في كل يومين ومنهم من يزور في كل ثلاثة أيام قال ثم رأيت في مجرى كلامه أنه يقول أدناهم جمعة فقال له في أي ساعة قال عند زوال الشمس أو قبل ذلك وبعث الله ملكا يريه ما يسر به ويسترعيه فأنكره فيرى سرورا ويرجع إلى قرة عين. [الثاني] يستحب أن يقال في زيارة القبور ما نقل عن أهل البيت عليهم السلام روى ابن بابويه عن جراح المدائني أنه سئل أبا عبد الله عليه السلام كيف التسليم على أهل القبور فقال يقول السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين رحم الله المتقدمين منا والمتأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا مر على القبور قال السلام عليكم من ديار قوم مؤمنين وإنا إنشاء الله بكم لاحقون وقال الصادق عليه السلام إذا دخلت المقابر فقل السلام على أهل الجنة وفي الصحيح عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال قل اللهم جاف الأرض من جنوبهم وصاعد إليك أرواحهم ولقهم منك رضوانا واسكن إليهم من رحمتك ما تصل به وحدتهم وتؤنس به وحشتهم إنك على كل شئ قدير. [الثالث] لا بأس بالقراءة عند القبر بل هو مستحب وعن أحمد روايتان، إحديهما: أنه بدعة. لنا: ما رواه الجمهور عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال من دخل المقابر فقرأ سورة يس