خفف عنهم يومئذ وكان له بعدد من فيها حسنات وعنه صلى الله عليه وآله قال من زار قبر والديه أو أحدهما فقرأ عنده أو عندهما يس غفر له ومن طريق الخاصة ما رواه ابن بابويه عن الرضا عليه السلام من زار قبر مؤمن فقرأ عنده إنا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات غفر له ولصاحب القبر. [الرابع] يجوز للنساء زيارة القبور وعن أحمد روايتان إحديهما الكراهية. لنا: ما رواه الجمهور عن النبي صلى الله عليه وآله كتب يمينكم عن زيارة القبور فتزورها وهو بعمومه يتناول النساء وعن ابن أبي مليكة أنه قال لعائشة يا أم المؤمنين أين أقبلت قالت من قبر أخي عبد الرحمن فقلت لها قد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن زيارة القبور قالت نعم قد نهى ثم أمر بزيارتها ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ عن يونس عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن فاطمة عليها السلام كانت تأتي قبور الشهداء في كل غداة سبت فتأتي قبر حمزة وترحم عليه وتستغفر له. [الخامس] كل قربة فيجعل ثوابها للميت المؤمن فإنها ينفعه والاختلاف في الدعاء والصدقة والاستغفار وأداء الواجبات التي يدخلها النيابة قال الله تعالى: (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالايمان) وقال: (فاستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) روى الجمهور عن النبي صلى الله عليه وآله أنه سأله رجل فقال يا رسول الله صلى الله عليه وآله ان أمي ماتت أفننفعها إن تصدقت عنها قال: نعم وجاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وآله فقالت يا رسول الله صلى الله عليه وآله أن أبي أدركته فريضة الحج وهو شيخ كبير لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أما أحج عنه فقال أفرأيت لو كان على أبيك دين أكنت قاضيته قالت نعم قال فدين الله أحق أن يقضى وقال عليه السلام لعمرو بن العاص لو كان أبوك مسلما فأعتقتم عنه و تصدقتم عنه أو حججتم عنه بلغه ذلك ومن طريق الخاصة ما رواه ابن بابويه عن الصادق عليه السلام قال إن الميت ليفرح بالرحم عليه والاستغفار له كما يفرح الحي بالهدية يهدى له وقال عليه السلام ستة يلحق الميت بعد وفاته ولد يستغفر له، ومصحف يخلفه، وغرس يغرسه، وصدقة ما يجزيه، وقليب يحفره، وسنة يوجدها من بعده وقال عليه السلام من عمل من المسلمين عن ميت عملا صالحا أضعف له أجره وينفع الله به الميت. [السادس] الصلاة يصل ثوابها إلى الميت خلافا لقوم من الجمهور. لنا: أنها قربة وطاعة وعبادة بدينه فأشبهت الحج ويؤيده ما رواه ابن بابويه في الصحيح عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام يصلي على الميت فقال نعم حتى أنه ليكون في ضيق فيوسع على ذلك الضيق ثم يؤتى فيقال له خفف بيتك هذا الضيق بصلاة فلان أخيك عنك قال فقلت فاشترك بين رجلين ركعتين قال نعم وقال عليه السلام يدخل على الميت في قبر الصلاة والصوم والحج والصدقة والبر و الدعاء ويكتب أجره للذي فعله وللميت. [السابع] قال الشافعي ما عدا الواجبات والصدقة والدعاء والاستغفار لا يفعل عن الميت ولا يصلى وليس بجيد ولان الباق مجموعون على الاجماع بقراءة القرآن وإهدائه إلى الأموات من غير إنكار وما تقدم في الأحاديث المنقولة عن النبي صلى الله عليه وآله من طرق الجمهور وأهل البيت عليهم السلام احتج الشافعي بما روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلث صدقة جارية وعلم ينتفع به (لغد) أو ولد صالح يدعو له ولأنه نفعه لا يتعدى فاعله فلا يتعداه ثوابه. والجواب عن الأول: أنه يدل على انقطاع عمله ونحن نقول بموجبه لأنه ليس من حمله، وعن الثاني: أن تعدى الثواب ليس يفرغ لتعدي النفع بالصوم والحج والدعاء. * مسألة: ويستحب خلع النعال إذا دخل المقابر ولو لم يفعل لم يكن مكروها لان النبي صلى الله عليه وآله روى عنه أنه قال إذا وضع المرء في قبره وتولى عنه أصحابه أنه يسمع نزع نعاليهم ولا ريب أن خلع النعال أقرب إلى الخشوع وأبعد من الخيلا ولو كان هناك مانع من خلع النعلين لم يستحب خلعها. فروع: [الأول] يكره المشي على القبور قاله الشيخ وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال لئن أمشي على (جمرة) أو صيف أو خصف نعلي برجلي أحب إلى من أن أمشي على قبر مسلم وقد روى ابن بابويه عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال إذا دخلت المقابر (فطأ) القبور فمن كان مؤمنا استراح إلى ذلك ومن كان منافقا وجد (ألمه). [الثاني] يكره الجلوس عليها والاتكاء والصلاة إليها روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها وروى ابن بابويه عن النبي صلى الله عليه وآله قال لا تتخذوا قبري قبلة ولا مسجدا فإن الله عز وجل لعن اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. [الثالث] يكره الضحك بين القبور لأنه يباح الاتعاض وقد روى ابن بابويه عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال إن الله تبارك وتعالى كره لي ست خصال وكرهتهن للأوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي العبث في الصلاة، والرفث في الصوم، والمن بعد الصدقة، وإتيان المساجد جنبا، والتطلع في الدور، والضحك بين القبور. * مسألة: ويحلل قبر المرأة بثوب إذا أريد دفنها وهو قول العلماء روى الجمور عن علي عليه السلام أنه مر بقوم دفنوا ميتا وبسطوا على قبره الثوب فحدثه فقال إنما يصنع هذا بالنساء وهو يدل على المشروعية ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ عن جعفر بن سويد من بني جعفر بن كلاب قال سمعت جعفر بن محمد عليه السلام يقول يغشى قبر المرأة بالثوب ولا يغشى قبر الرجل وقد مد على قبر سعد بن معاذ ثوب والنبي صلى الله عليه وآله شاهد فلم ينكر ذلك ولأن المرأة عورة وحرمتها كحية وربما ظهر من عورتها بشئ وربما (جرا منها) أمر يشاهده الحاضرون فاستحب الستر لهذا المعنى ولا اعتبار بمخالفة بعض المتأخرين في هذا وكونه لم يوجد في كتاب مع أن الشيخ رحمه الله رواه في التهذيب وأفتى به في الخلاف والمفيد رحمه الله ذكر في كتاب أحكام النساء أن المرأة يستحب أن يحلل قبرها عند الدفن بثوب مع أن هذين هما العمدة وعليهما المعول في نقل المذهب. فرع هل يستحب أن يفعل ذلك بالرجل أفتى في الخلاف بالاستحباب مطلقا وهو كما يتناول المرأة يتناول الرجل ولم يكرهه الشافعي وأصحاب الرأي وأبو ثور وكرهه أحمد احتج الشافعي بأن النبي صلى الله عليه وآله لما دفن سعد بن معاذ نشر قبره بثوب و قد نقله الخاصة عن الصادق عليه السلام ولأنه يحتاج إلى الرجل عقد الكفن وتسويته فالمستحب ستره واحتج بحديث علي عليه السلام. * مسألة: ويستحب لصاحب
(٤٦٨)