وقيل: لأنها مع الأنفال سورة واحدة (فإن ترك الاستفتاح) وفي نسخة الافتتاح (ولو عمدا، حتى تعوذ) سقط، (أو) ترك (التعوذ حتى بسمل) سقط، (أو) ترك (البسملة حتى شرع في القرآن) وفي نسخ القراءة (سقط) لأنه سنة فات محلها. ويسن كتابة البسملة أوائل الكتب.
كما كتبها سليمان والنبي (ص) في صلح الحديبية. وإلى قيصر وغيره. نص عليه. فتذكر في ابتداء جميع الأفعال. وعند دخول المنزل والخروج منه للتبرك. وهي تطرد الشيطان. وإنما تستحب إذا ابتدأ فعلا تبعا لغيرها لا مستقلة. فلم تجعل كالحمدلة وغيرها. ونقل ابن الحكم: لا تكتب أمام الشعر ولا معه، وذكر الشعبي: أنهم كانوا يكرهونه. قال القاضي:
لأنه يشوبه الكذب والهجو غالبا. وأما حديث أنس المتفق عليه: كان النبي (ص) وأبو بكر وعمر يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين فمحمول على أن الذي يسمعه أنس منهم * (الحمد لله رب العالمين) * وقد جاء ذلك مصرحا به عن أنس. ويخير في غير صلاة بين الجهر بالبسملة وتركه. قال القاضي: كالقراءة، (ثم يقرأ الفاتحة مرتبة متوالية مشددة) أي بتشديداتها، وهي ركن في كل ركعة. لحديث عبادة مرفوعا: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب متفق عليه. وفي لفظ لا تجزئ صلاة من لم يقرأ بفاتحة الكتاب رواه الدارقطني. وقال: إسناده صحيح. وعن أبي هريرة مرفوعا: من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج - يقول ثلاثا رواه مسلم. والخداج النقصان في الذات في نقص فساد، وبطلان، تقول العرب: أخدجت الناقة ولدها، أي ألقته وهو دم لم يتم خلقه. فإن نسيها في ركعة لم يعتد بها. وسميت فاتحة لأنه يفتتح بقراءتها في الصلاة، وبكتابتها في المصاحف. وتسمى الحمد والسبع المثاني وأم الكتاب، والراقية، والشافية، والأساس، والصلاة، وأم القرآن لأن المقصود منه تقريرا أمور الإلهيات والمعاد والنبوات، وإثبات