بحث آخر قالوا سلمنا ان الانفصال يحتاج إلى قابل ولكن قابله نفس الجسم وهو الهيولى الأولى لا غير.
وجوابه انا نبهنا على أن الاتصال المقوم للجسم ليس ما يتبدل عليه كأبعاد الشمعة وامتداداتها فإنها لا يخل تبدلها بحقيقة الجسمية بل بكميتها التعليمية واما الاتصال المقوم للجسمية فمتى زال لم يبق جسم كان أولا حتى يقبل الانفصال فالقابل له معنى مباين للجسمية.
فثبت ان الاتصال ليس نفسه هو الجسم وتوضيحه على نمط ثاني الاشكال ان الجسم قابل للانفصال وليس الاتصال بنفسه قابلا للانفصال فليس الجسم هو الاتصال بنفسه وفي قوة هذا الكلام ان الجسم لا يعقل الا بالاتصال وكل ما هو كذلك فليس الاتصال خارجا عن حقيقته.
فظهر من هذا القول القياسي ان الاتصال غير خارج عن حقيقة الجسم و من القول القياسي السابق انه ليس كل حقيقته فكل ما ليس خارجا عن حقيقة شئ ولا كل حقيقته فهو جزئه فالاتصال يكون جزء الجسم.
فإذا ثبت هذا لزم ان يكون الهيولى غير الجسم نفسه فبطل ان يكون القابل للاتصال نفس الجسم بل جزئه فله جزء آخر غير الاتصال فيتركب حقيقة الجسم عن الاتصال وما يقبله فيكون للاتصال صوره جوهرية والقابل مادة جوهرية و هذا هو المرام.
بحث آخر ان بناء الحجة المذكورة على تركيب الجسم من جوهرين على وجود الاتصال الذي هو بمعنى الممتد الجوهري ونحن لا نسلم في الجسم الا الاتصال الذي قيل إنه