وليست أيضا جوهرا مستقلا في الوجود حتى يكون وحدتها وحده معينه بل هي في وجودها تابعه لوجود صوره ما مطلقه يحصل طبيعتها المطلقة محصل واحد بالعدد مستقل في الوجود ويقيمها مقيم عقلي مشخص.
وان أردت ايضاح ذلك فانظر إلى حال البدن كيف يصحبه قوة مستمرة للهيئات والصور المتبدلة للأعضاء وغيرها واستعداداتها المتعاقبة فلم يزل يلزمه ما دام في هذه النشأة نقص وبحسبه قوة مستمرة نحو الاستكمال طور بعد طور وحالا غب حال بحيث يتبدل فيه جميع الصور التي للأعضاء والأمشاج ومع ذلك محفوظ الوحدة الشخصية للصور المطلقة وللاستعداد المطلق بنفس شخصيته باقيه من أول العمر إلى آخر الاجل.
فقس عليه حال عالم العناصر في وحدتها الشخصية ووحده الهيولى التي هو قوة محضه مستمرة إلى آخر الدهر مع تبدل الصور وتعدد الاستعدادات وسيجئ فصل ايضاح في مباحث التلازم إن شاء الله تعالى.
ومن هناك يظهر خطا جماعه من المتأخرين كالعلامة الخفري وغيره زعموا ان الهيولى شخص واحد يتوارد عليه الصور والهيئات ومثلوها بالبحر والصور بالأمواج ولو عكسوا الامر لكان يشبه ان يكون أولى فان وجود الهيولى تابعه لوجود الصورة فكيف يكون المتبوع متعددا والتابع بما هو تابع واحدا شخصيا.
وقد برهن على أن ما بالفعل مطلقا متقدم على ما بالقوة واما القوة الجزئية فهي متقدمة على الفعل الذي هو قوة عليه وكل قوة تابعه لفعل متقدم وهي امكان لفعل يتقدم عليه ويضاف إليه فالقوة على الرجولية تابعه للصورة الطفولية مقترنة بها والقوة على الطفولية تابعه للصورة المنوية والقوة عليها تابعه للصورة الدموية والقوة عليها تابعه لصورة الغذاء.
وهكذا متعاقبة إلى ما يقارن صور البسائط ثم يعود إلى صور المركبات تارة أخرى بغير واسطه أو بواسطة ترددها من بسيط إلى بسيط حتى ينتهى إلى