مجرده ليس ممكنا ولا غير ممكن بل يلزمه الامكان معناه انه إذا عقلت عقل معها الامكان فلا ينفك عنه انتهى كلامه.
وهو كما يظهر عند التعمق عين ما ذكرناه إذ غرضه ان الهيولى لكونها جوهرا بسيطا وفصول البسائط الوجودية يكون بحيث لا يمكن التعبير عنها الا بلوازمها المنتزعة عن حاق حقيقتها عندنا يتصور في الذهن ولو بحسب التقدير والهيولي ليست حقيقتها الا قوة الحقائق وامكانها الاستعدادي كما يدل عليه برهان وجودها.
فهذا الامكان تمام ذاتها وكمال حقيقتها من حيث هي قوة الصور الجوهرية كما أن حركه كمال ما بالقوة من الأوصاف العرضية من حيث هو بالقوة فيها.
واما ما اعترض ثالثا بقوله والاستعداد لا يكون حاملا لما هو استعداد له كيف وقد قيل إن الاستعداد للشئ لا يبقى مع حصوله فإذا كانت الهيولى هي الاستعداد أو جزئها الاستعداد للصورة فلا يبقى مع الصورة وكلامنا في حامل الصورة.
فجوابه ان وحده الهيولى كما سنحقق وحده مبهمة لان لها في ذاتها استعداد كافه الصور والاعراض وكلما خرج منها إلى الفعل بطل ما بحسبه من الاستعداد فلم يكن الهيولى استعدادا له بل لغيرها.
ولهذا قيل إن وحده الهيولى جنسية ليست شخصية وأولوا كلام من قال من الحكماء ان هيولي عالم العناصر واحده بالشخص بان غرضه ان الهيولى لها تشخص حصل لها من الهيئة العارضة من الصور والاعراض جمله ولا شك في أن مجموع الجواهر والاعراض شخص واحد.
وتحقيق ذلك أن للهيولي في ذاتها لكونها أمرا عقليا وحده كوحدة عارضه للمعقولات المشتركة بين الحقائق المتكثرة النوعية في الذهن عند ملاحظة العقل إياها واحده في الذهن متشخصة بتشخصات العقل فحال الهيولى في وحدتها الشخصي