كان الجوهر جنسا لها عقلا فلا بد من امتيازها بفصول يتحد معها في الوجود يكون كل منها جزء عقليا لا تأصل لها في الخارج والطعوم والروائح ليست كذلك وأما إذا اتحدت الأجسام بعضها مع بعض أو الجواهر بعضها مع بعض اتحادا نوعيا أو كان كل منها مركبا من الجوهرية أو الجسمية مع امر آخر على اختلاف رأى الحكماء والمتكلمين (1) حتى يكون التركيب خارجيا وجنسية الامر المشترك جسما كان أو جوهرا ذا وضع بضرب من الاعتبار على الوجه الذي أشرنا إليه من تصيير المادة الخارجية جنسا مع كونها متحدة الحقيقة خارجا وعقلا باعتبار فلا يلزم الا دخولها في حقيقة بعض الأنواع بما هي أنواع لا في حقيقة الجسم بما هو جسم كما هو مذهب الاشراقيين من تقوم الأجسام النوعية بالاعراض كما هو مذهب النظام فان مذهبه انها محض الجواهر فكيف توجه بما ذكر لا في حقيقة الجسم بما هو جسم.
ثم العجب كيف ذهل عما ذهل في توجيه مذهبه واصلاحه من الوقوع في ورطة أخرى وهي عدم بقاء الأجسام ضرورة انتفاء الشئ بانتفاء ما يتقوم به وهو جمله الاعراض الغير الباقية باعترافه.
وقد أشار إليه بقوله ولذلك ان الاعراض لا تبقى والجواهر باقيه فلو تم كون الجواهر غير مختلفه بذواتها لما كانت الأجسام المختلفة محض الجواهر المجتمعة بل مع جمله من الاعراض وحينئذ يلزم عدم بقائها لعدم بقاء الاعراض وهل هذا الا تناقض في الكلام