العقلي كحال الأجناس في وحدتها الذهني الاشتراكي.
وكثيرا ما يصرح الشيخ وأترابه ان للجنس الذي للمركبات استعدادا لوجود الفصول ومع ذلك اتصافه ببعض الفصول لا يبطل استعداده لسائر الفصول وذلك لان وحدته مبهمة تجامع التكثر كما أن تشخصه لا يأبى العموم والاشتراك فكذلك حكم الهيولى في كونها استعدادا فإنها ليست استعدادا واحدا بل في كل مرتبه يقترن بصوره تصير استعدادا لصورة أخرى.
وأيضا الحكماء فرقوا بين القوة والاستعداد بوجوه ثلثه ذكرها الشيخ الرئيس في بعض رسائله وذلك لان القوة يكون على الضدين بالسوية فان كل انسان يقوى على أن يفرح ويحزن الا ان منهم من هو مستعد للفرح ومنهم من هو مستعد للحزن وكذلك الحكم في الغضب والخوف وسائر الانفعالات.
ولأن القوة ما تكون بعيده والاستعداد يكون قريبا والقوة يتفاوت شده وضعفا والاستعداد لا يكون الا واحدا هو القوة الشديدة.
وبالجملة الاستعداد استكمال للقوة بالقياس إلى أحد المتقابلين فالهيولى الأولى هي بالقوة كل شئ فبعض ما يحصل فيها يعوقها عن بعض فيحتاج المعوق عنه إلى زواله وبعض ما فيها لا يعوق عن بعض آخر ولكنه يحتاج إلى ضميمة أخرى حتى يتم الاستعداد وهذه القوة هي قوة بعيده.
واما القوة القريبة فهي التي لا يحتاج إلى أن يقارنها قوة فاعليه قبل القوة الفاعلية التي ينفعل عنها فالشجرة مثلا ليست بالقوة مفتاحا بل يحتاج إلى أن يلقاها أولا قوة قالعه ثم ناشره ثم ناحيته ثم بعد ذلك يتهيأ لان ينفعل من ملاقاة القوة الفاعلية المفتاحية فيصير مفتاحا.
فظهر ان الهيولى ليست استعدادا واحدا نحو صوره واحده حتى يبطل ذاته بوجود تلك الصورة بل هي قوة مطلقه لجميع الصور وليست في ذاتها واحده بالعدد بل بالمعنى.