فالجواب ان كثيرا ما يعبر عن حقائق الفصول الذاتية بلوازمها العرضية كما مر ذكره غير مره وهذا من باب تعريف القوى بأفاعيلها الذاتية فالقوة الفاعلة يعرف بفعلها الخاص والقوة الانفعالية يعرف بانفعالها.
والحق ان تعريف العقل بادراك المعقولات وتعريف القوة الحيوانية بالاحساس والتحريك والقوة النباتية بالتغذية والتنمية كلها مما أقيمت مقام الحدود وان كانت المذكورات بظواهر مفهوماتها اعراضا نسبية لكن الفصول الحقيقية هي ما يعبر عنها بهذه الأمور التي هي علاماتها ولوازمها.
إذ لا يمكن الحكاية عنها الا بهذه اللوازم فكذلك الحال في الهيولى وسائر القوى الانفعالية من حيث إنها انفعالية والسر في الجميع ان أنحاء الوجودات البسيطة لا سبيل إلى معرفتها الا باللوازم أو بالمشاهدة الاشراقية وان ذا الحد المنطقي المركب من الجنس والفصل ليس الا المهية الكلية النوعية.
وربما يكون الوجود نحوا بسيطا والمهية اللازمة له مركبا حدها من جزئين كل منهما داخل في المهية خارج عن ذلك الوجود الا انها بجزئيه حكاية عن حقيقة ذلك الوجود لازمه له بحسب حاق مرتبته فيضطر الانسان إلى ذكرهما عند الإشارة إليه فيقال لهما حد ذلك الوجود اضطرارا مع أن الوجود مما لا حد له وقد حقق الشيخ هذا في الحكمة المشرقية.
وقريب منه ما أورده شرف الله نفسه في كتاب المباحث جوابا عن مثل ذلك الاشكال حيث قال وهيهنا سؤال وهو انه إن كان فصل الهيولى هو الامكان و الهيولى جوهر وفصول الجواهر جواهر فيجب ان يكون الامكان جوهرا وقد أبطل هذا وان لم يكن الامكان فصله ولا انه لازم فقد كان قبل الامكان ممكنا لأنها لا تنفك عن الامكان.
والجواب عن هذا ان فصل الهيولى لا يعرف لان الهيولى من حيث هي هيولي