مذهب الاشراقيين لان هذين مشتركان في عدم جسمية الهيولى مع جوهريتها و قبولها للانقسام ومفترقان في فعليه الأقسام وعدمها وذانك مشتركان في جسميتها ومفترقان في كون الأقسام جميعها حاصله بالفعل أو بالقوة.
والهيولي عند المشائين استعداد محض وعند غيرهم ذات وجهين قوة من وجه وفعل من وجه وستعلم ان جوهرية الهيولى لا يوجب كونها أمرا بالفعل محصلا.
فان قلت المذكور في كتب المعتزلة ان مبادئ الأجسام عند النظام وأصحابه هي ألوان وطعوم وروائح ونحو ذلك من الاعراض فلم يكن هيولي الأجسام عند المتكلمين كافه جوهرا.
قلت نعم الا ان هذه الأمور عندهم جواهر لا اعراض.
وتقرير هذا المذهب على ما صودف ان مثل الوهميات والعقليات كالأكوان والتأثيرات في كتبهم والآراء والاعتقادات والآلام واللذات وما أشبهها كلها اعراض لا دخل لها عندهم في حقيقة الجسم قطعا واما الألوان والأضواء والطعوم والروائح و الأصوات والكيفيات الملموسة من الحرارة والبرودة وغيرهما فعند النظام ومن تبعه جواهر بل أجسام حتى صرح كما هو المنقول عنه بان كلا من ذلك جسم لطيف مركب من جواهر مجتمعه.
ثم إن تلك الأجسام اللطيفة إذا اجتمعت وتداخلت صار الجسم الكثيف الذي هو الجماد اما الروح فجسم لطيف هو شئ واحد والحيوان كله من جنس واحد وعند الجمهور كل هذه الأمور اعراض الا ان الجسم عند ضرار بن عمرو والحسين النجار مجموع من تلك الاعراض وعند الآخرين جواهر مجتمعه يحلها تلك الاعراض.
وقد وجد قريبا من زماننا هذا شخص من المشتغلين بالبحث وكان مصرا على أن الماء رطوبة متراكمة وان الأرض يبوسه متراكمة وهكذا سائر العناصر وهذا أشنع ما نسب إلى النظام وما وقع في بعض الكتب كالمواقف وغيره من أن الجسم