صور متخالفة لان الافعال المتخالفة بالذات متخالفة بالذات. حجه أخرى من العرشيات قريبه المأخذ مما سبق وهي انه قد ثبت فيما مضى ان المادة إذا استعدت لصورة كمالية وحدثت فيها صوره أخرى بعد الأولى فجميع ما كانت يصدر من الصورة السابقة من الأفاعيل و الانفعالات واللوازم والآثار تصدر من هذه الصورة اللاحقة الكمالية مع أمور زائدة تختص باللاحقة لان نسبتها إليه نسبه التمام إلى النقص.
فنقول إذا حصلت للمتزج من العناصر صوره أخرى كمالية فيجب ان يكون مبدء صدور الكيفية المزاجية في ذلك النوع هو هذه الصور الكمالية دون العناصر فإذا كانت الكيفية المسماة بالمزاج صادره عن هذه الصورة غير مستنده الا إليها كان بقاء صور العناصر في هذه المواليد الكائنة ضايعا معطلا مع أنه لا معطل في الوجود كما هو مبرهن عليه فهي بصرافة صورها غير موجودة في المواليد فضلا عن تقويمها للمركب.
حجه أخرى ان اجزاء الكيفية المزاجية المفروضة انها سارية في جميع اجزاء المحل لا شك انها واحده بالنوع كثيره بالعدد والشخص كما هو عندهم حيث صرحوا بان التي في النار من هذه الكيفية كالتي في الماء فحينئذ نقول علة تكثر افراد هذا النوع المزاجي اما المهية أو لازمها أو مادتها أو صورتها أو امر مباين والكل مستحيل فتكثر افراده محال اما الأولان فظاهر البطلان لان مهية واحده وكذا لازم المهية الواحدة واحد مطرد في الجميع وفعل الواحد واحد فلا تعدد لافراد نوع واحد من جهة المهية ولازمها.
واما الثالث فهو باطل أيضا لان المادة اما المادة الأولى فهي في الجميع