التي هي من متمماتها وكمالاتها كأوائل الكيفيات الملموسة مثل الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والذي لم يجب فيه الملاقاة ما ليس كذلك كالفعل الدفعي والقبول الدفعي.
والتحقيق في هذا المقام ان الموجودات بعضها طبيعي وبعضها تعليمي و بعضها عقلي وكذا الافعال فالفعل الطبيعي لا يصدر الا من فاعل طبيعي زماني الوجود وذلك الفعل هو الذي يجب استحالته وتجدده في مادة منفعلة مستحيلة واما الفعل التعليمي فلا مدخل فيه للحركة والانفعال التجددي التدريجي وان لم يكن مفارقا عن الحركة والطبيعة بالكلية وانما المحتاج في ذلك الفعل مجرد الكمية و الوضع اللازم لها دون حركه واستحالة لا من جانب الفاعل ولا من جانب المنفعل.
واما الفعل العقلي فلا حاجه فيه إلى زمان وآن ولا إلى حركه وحد منها انما المحتاج إليه نفس الفاعل ومهية القابل إن كان هناك قابل مثال الفعل الطبيعي كالتحريكات والإحالات من التسخين والتبريد والتسويد والتبييض والتغذية والتنمية والتوليد ومثال الفعل التعليمي كالإنارة والإضاءة ووقوع العكوس والمحاذيات وحدوث الاشكال كالتربيع والتكعيب والدائرة وغير ذلك من الأمور التي لا تحدث الا دفعه مع كميه ما ومقدار ما ومثال الفعل الإلهي كمطلق الايجاد والإفاضة و الجود والابداع والرحمة وعلى هذا القياس اقسام المدركات والعلوم.
الا ترى ان أفعال مشاعر الانسان بعضها طبيعي كاللمس والذوق وبعضها غير طبيعي كالابصار والتخيل وبعضها غير طبيعي ولا تعليمي كالتوهم والتعقل به إذا تقرر هذا.
فنقول ان كل فعل طبيعي يصدر عن فاعله القريب فهو لا يكون الا بالملاقاة والمباشرة بينه وبين منفعله سواء وقع منه في قابله كسخونة النار التي هي من طبيعتها في مادتها أو فيما هو بمنزله قابله لأجل الاتصال به أو الامتزاج والسر في ذلك أن الفاعل الطبيعي من حيث هو فاعل طبيعي منغمر في المادة كل الانغمار لان وجوده