وجودها ليس الا كونها بالقوة فهي نهاية الخسة.
وكذا ما ذكره الشارح القديم في شرحها من قوله لان الهيولى شئ بالقوة متى حصلت فهي الجسم وما ذكره بهمنيار في إلهيات كتاب التحصيل ان الهيولى شئ ليست في موضوع فهي اذن جوهر والجوهرية التي لها ليست يجعلها بالفعل شيئا من الأشياء بل يعدها لان يكون بالفعل شيئا بالصورة.
كيف ولو كان تركيب الجسم منهما على أن يكونا ذاتين حاصلتين في نفس الامر لم يصح تعريف الصورة بأنها مهية الجسم كما لا يصح تعريف السقف بأنه مهية البيت لكنهم عرفوا الصورة بأنها مهية الشئ التي بها هو هو كما عرفها الشيخ في الشفاء بها حيث قال إن لكل جسم طبيعة ومادة وصوره وأعراضا وصورته هي مهيته التي بها هو هو ومادته هي المعنى الحامل لمهيته وأما إذا كان تركيب الجسم منهما على أن يكونا ذاتا واحده صح تعريف صوره الجسم بمهيته لان هذا الامر الواحد هو صورته غاية الأمر ان يجوز للعقل ان ينتزع منه أمرا آخرا مبهما وقد صار عين هذا الامر الواحد الموجود في نفس الامر.
الحجة الرابعة ان النفس صوره البدن والبدن مادة له كما ذهب إليه المحققون من الحكماء وصرح به الشيخ واتباعه.
ثم إن النفس تتصف بصفات معينه للبدن وكل ما اتصف بصفة معينه لشئ فهو عين ذلك الشئ فالنفس عين البدن اما الصغرى فهي مما يعلم كل أحد بالوجدان ان الذي يشير إليه منه بانا هو المتحرك الجالس الاكل الشام الذائق فنقول انا اجلس وآكل وأشم وأذوق وغير ذلك من غير تجوز واستعاره وهذه كلها بخصوصيتها صفات البدن وقد اتصفت بها النفس واما الكبرى فلما ثبت في مقامه ان الصفة الواحدة المعينة لا تقوم بموصوفين لان العرض وجوده في نفسه هو بعينه وجوده لموضوعه ولا يمكن ان يكون وجود واحد في نفسه وجودا لامرين مختلفين من غير أن يتحدا بنحو من الوجود فثبت ان النفس يكون عين البدن فإذا ثبت انها عين البدن ثبت ان كل صوره عين مادتها إذ لا قائل بالفصل ولأن غير النفس من الصور أولى بان يكون عين المادة من النفس