غير مستقره الذات كالحركة والزمان وما ينطبق عليهما من افراد مقولات يقع فيها الاستحالات حتى الجواهر الطبيعية عندنا فاذن العدم في مثل هذه الأشياء كالوجود في أن له كونا وفسادا بالذات لان كل جزء من اجزاء المتصل التدريجي كما يصدق عليه بهويته معنى الوجود كذلك يصدق عليه بهويته معنى عدم الجزء الذي بعده وبه فساده الذي قبله ولأن وجود كل جزء كائن بحيث يعتبر في قوامه من حيث هويته فساد الجزء السابق.
ولأجل ذلك يعد العدم من المبادئ لا كل عدم بل عدم جزء سابق كونه على هذا الجزء فكما ان الصورة متجددة الوجود متصل بعضها ببعض فللصورة كون متصل وفساد متصل فكذلك الاعدام متصل بعضها ببعض فللعدم أيضا كون متصل وفساد متصل وفساد العدم هو كون الصورة كما أن كون الصورة هو فساد العدم.
فليس لأحد ان يقول إن اطلاق العدم على هويه الامر التدريجي الحصول بما هو تدريجي الحصول اطلاق مجازي بالعرض فان التدرج في الوجود لا يحصل الا بالتدرج في العدم فيكون لكل من الوجود والعدم له كونا وفسادا بالذات نعم اطلاق الكون والفساد على الصورة بما هي صوره أولى من اطلاقهما عليها بما هي عدم.
ثم لا يخفى عليك ان اطلاق الاسم على افراد كل من هذه المبادئ الثلاثة أعني المادة والصورة والعدم بحسب معنى مشترك في افراد كل منها بلا شبهه ومع ذلك ليس يمكن لنا ان نقول إن كلا منها يدل على ما تحته بالتواطؤ الصرف بل يجب ان يكون دلالتها دلالة التشكيك كدلالة الوجود والمبدء وذلك لان تحت كل منها أمورا شتى يختلف في معنى تلك المبدئية بالتقدم والتأخر والأشد والأضعف فلجميع ما يقال إنها هيولي طبيعة مشتركة في أنها امر هو بالقوة لشئ آخر فقد يكون بسيطا وقد يكون مركبا وقد يكون بعيدا وقد يكون قريبا.
وكذا الصورة فمنها جوهر ومنها هيئة إذ المراد من الصورة في هذا المقام ما به يخرج الشئ من القوة إلى الفعل سواء كان جوهرا أو عرضا وجميع ما يقال