قال وهؤلاء مسرفون في جهة اطراح المادة كما أولئك في جهة اطراح الصورة فقد يقنعون بان يجهلوا المناسبات التي بين الصور والمواد إذ ليس كل صوره مساعده لكل مادة ولا كل مادة ممهدة لكل صوره وإذا كان العلم التام الحقيقي هو الإحاطة بالشئ كما هو وما يلزمه وكانت مهية الصورة النوعية مفتقرة إلى مادة معينه فكيف يستكمل علمنا بالصورة ثم قال ولا مادة أعم اشتراكا فيها وابعد عن الصورة من المادة الأولى وفي علمنا بطبيعتها أو انها بالقوة كل شئ يكتسب علما بان الصورة التي في مثل هذه المادة اما واجب زوالها بخلافه أخرى غيرها أو ممكن غير موثوق به بل الطبيعي مفتقر في براهينه ومحتاج في استتمام صناعته إلى أن يكون محصلا للإحاطة بالصورة والمادة جميعا لكن الصورة مكتسبه علما بما هو هويه الشئ بالفعل أكثر من المادة والمادة مكتسبه العلم بقوة وجوده في أكثر الأحوال ومنهما جميعا يستتم العلم بجوهر الشئ أقول ليس اسراف هؤلاء في اطراح المادة مثل اسراف أولئك في اطراح الصورة بل ما ذكروه لا يخلو عن وجه قوه.
وان الذي ذكره الشيخ من افتقار مهية الصورة إلى مادة معينه ليس بمسلم فان مهية الصورة بحسب مطلق وجودها مقومه لتلك المادة كما أن مهية الصورة الجسمية مقومه لوجود المادة الأولى وانما حاجه الصورة إلى مادة مشتركة أو معينه هي بسحب تشخصات افرادها ولوازم هوياتها واما بحسب مطلق وجود مهيتها بما هو وجود تلك المهية الصورية فلا حاجه إلى مادة من المواد أصلا.
كيف وقد أقمنا البرهان على أن لكل من هذه الصور الطبيعية نحوا من الحصول مجردا عن المواد ولواحقها فمن أطرح المادة في تحصيل العلم بمهية كل من الأنواع الطبيعية من حيث مهيتها المطلقة المجردة عن الاشخاص الخارجية فلم يبعد عن الصواب كثير بعد وذلك لان معرفه الاشخاص المعينة بما هي اشخاص غير مطلوب في العلوم الحقيقة لان مطالبها يجب أن تكون ثابته غير متغيرة.
نعم لو بحث عن الاشخاص بما هي اشخاص لطبيعة نوعيه على الوجه الكلى