صوره وعدما.
وهذا المفهوم الكلى المشترك يقال إنه لا يكون ولا يفسد على نحو ما يقال للكليات الطبيعية انها لا تكون ولا تفسد هذا ما قرره الشيخ.
وأقول قد أشرنا سابقا ان الأشياء المتجددة الوجود هي بحيث يكون وجودها يخالط عدمها ويتشابك فيها الوجود والعدم وان لعدمها حظا من الوجود و لوجودها حظا من العدم إذ وجود كل جزء من اجزائه عدم الجزء الآخر ووجود ذلك الجزء عدمه وكذا كون كل جزء هو فساد الاخر وفساده كون الاخر.
وبالجملة الكل كما أن له وجودا للكل فيما يعتبر من الزمان فكذلك له عدم عن الكل في ذلك الزمان وكذلك حال الاتصال المكاني للجوهر المقداري المسمى بالقار الوجود في نسبه وجود كل جزء مكاني منه إلى عدم الجزء الآخر المكاني ونسبه وجود الكل إلى عدم الكل مقيسين إلى كل المكان.
وقد علمت أن نحو وجود الطبيعة الجسمانية هذا النحو بحسب كلتا الحيثيتين فاذن لو كان لمجموع العالم الجسماني صوره واحده مشتركة كما جوزه الشيخ لم يبعد ان يقال إن له عدما واحدا مشتركا بالمعنى الأول أيضا وإن كان ذلك العدم متضمنا لاعدام كثيره لا تحصى.
ثم قال الشيخ ان لهذا العدم نحوا من الكون أيضا بالعرض ومن الفساد أيضا بالعرض فكونه هو ان يفسد الصورة عن المادة فيحصل عدم بهذه الصفة وفساده ان يحصل الصورة فلا يكون حينئذ العدم موجودا ولهذا العدم عدم بالعرض كما أن له وجودا بالعرض وعدمه هو الصورة ولكن ليس قوام الصورة ووجودها بالقياس إليه بل ذلك يعرض له باعتبار وقوام هذا العدم ووجوده هو بنفس القياس إلى هذه الصورة.
أقول هذا الذي افاده من أن للعدم كونا وفسادا بالعرض انما يجرى في حوادث قاره الوجود دفعية الحصول وأنت تعلم أن في الوجود أشياء متدرجة الكون