المادة.
والذي يقوى هذا الظن ان الهيولى الأولى في نفسها ليست الا قوه لقبول الأشياء من غير تخصص لها في ذاتها والا لكانت مركبه من قوه وفعلية ومادة وصوره فلا تحصل لها الا بالصور ولأجل ذلك يكون التركيب بينها وبين الصور اتحادية على انك قد علمت في مباحث حدوث العالم ان صوره الأفلاك والكواكب بحسب خصوصياتها وجزئياتها كائنة فاسده واما طبايعها الكلية فليست مادية بل عقلية واما المبدء الصوري المشترك.
فالشيخ قد جوز ذلك واحدا بالعدد في الصورة الجسمية الامتدادية دون غيرها من الصور الكمالية وقد أشرنا إلى فساده (1).
والعجب أن الشيخ لم يجوز كون الهيولى واحده مشتركة بواسطة اختلاف الصور مع أن أول ما يتحصل به الهيولى عنده هو الصورة الامتدادية الجرمية كما هو المشهور ونسبه الصورة الكمالية النوعية إلى الجسمية هذه النسبة فكيف لم يصر اختلافها موجبا لاختلاف الجسمية وقد صار موجبا لاختلاف الهيوليات مبطلا لاشتراكها للكل على أن الهيولى ضعيفه الوجود لا يقدح في وحدتها الشخصية كثره الصور كما مر بيانه بخلاف الجسمية فإنها تتبدل بالاتصالات والانفصالات و غيرها من الأسباب.
فالحق ان المبدء الصوري المشترك بين الأمور الطبيعية يمتنع ان يكون هو الصورة الامتدادية لتبدلها في كل كون وفساد واتصال وانفصال بل لأنسب الصور في أن يكون مبدء صوريا مشتركا هو ما جعله جماعه من الحكماء المتقدمين حيث