غيرهما وإن كان قريبا من النحو الذي ذكره الشيخ وهو ان يكون الفاعل المشترك وهو الذي يبتدى منه وجود جميع الأشياء الطبيعية بوسط أو بغير وسط وان الغاية المشتركة هي التي ينتهى إليها ولأجلها وجود جميع الأشياء الطبيعية بوسط أو بغير وسط وميل هذا الفاعل سواء كان واحدا بالعدد أو كثيرا بالعدد وسواء كان فاعلا لغير الأمور الطبيعية أيضا أو كان مقصور الفعل على تلك الأمور فهو فاعل مشترك لجميع الأشياء الطبيعية من حيث صدورها عنه بعينه واحدا أو متعددا وكذا القياس في الغاية المشتركة بما هي غاية مشتركة بالمعنى المذكور فالصادر أولا من الفاعل المذكور هو أشرف الطبايع النوعية المتعلقة بالأجسام كالنفوس الحيوانية على تفاوتها في التقدم حسب تفاوتها في الكمال ثم النفوس التامية من أكملها إلى أنقصها.
ثم الطبايع المعدنية ثم الأسطقسات ثم الصور المقدارية ثم المادة المشتركة والعائد إليه في الانفعالات الاعدادية الزمانية في سلسلة الرجوع الصعودي على العكس من الترتيب الأول الصدوري النزولي فيبتدئ الوجود من الأخس فالأخس كالصور الجسمية والعنصرية إلى الأشرف فالأشرف كالنفوس وما بعدها.
والفرق بين وجودي النظيرين في كل مرتبه مما يحتاج إلى كلام مشبع لا يناسب هذا الموضع وظاهر ان الفاعل بهذا المعنى وكذا الغاية بالمعنى المشار إليه خارج عن عالم الطبايع الماديات والمتغيرات واما انه واحد في ذاته أو كثير واجب أو ممكن فمما تبين في موضع آخر ليس على الطبيعي ان يبرهن عليه ولا أيضا وجب عليه ان يضعه ويتسلمه.
واما ان المبادئ المشتركة في الأجسام الطبيعية هي هذه الأربعة فعليه ان يضعه وهو مبرهن عليه في الفلسفة الأولى واما الجسم من حيث وجوده الخاص المتغير أو المستكمل أو الكائن الفاسد فان له زيادة مبدء فان كون الشئ متغيرا تغيرا طبيعيا أولا وان يصير بصدد الاستكمال كمالا ذاتيا أو عرضيا أو كائنا وإن كان المفهوم من كونه متغيرا غير المفهوم من كونه مستكملا والمفهوم من كونه كائنا أو حادثا