ان السرير كان عن الخشب أو كان عن اللا سرير.
واعلم أن في كثير من المواضع يصح ان يقال إنه كان عن الهيولى وعن العدم وفي كثير منها لا يصح ودائما يقال كان عن العدم فإنه لا يقال كان عن الانسان كاتب و السبب فيه ان بعض المتغيرات فيه استكمال للمادة بصوره كمالية يوجب وجودها فساد الصورة الأولى أو حاله وجودية لها.
فالأول كالنطفة إذا تكون عنها انسان حيث تزول عنها صوره النطفية.
والثاني الخشب إذا تكون عنه سرير فإنه وان لم يزل عنه صوره الخشبية مطلقا لكنه قد خلا عن صوره ما وتشكل ما بالنحت والنجر وبعضها ليس فيه استكمال بصوره يقتضى وجودها زوال شئ من الهيولى كالانسان إذا صار كاتبا فان الانسانية باقيه فيه بذاتها وصفاتها الوجودية ففي الضرب الأول من الموضوعات والهيوليات يقال فيها عن بمعنى بعد وفي الضرب الثاني إذا استعمل لفظه عن أو لفظه من كان على معنى آخر وهو ان الكائن متقوم منهما كما يقال عن الزاج والعفص مداد.
وتفصيل هذا المقام يطلب في الشفاء والذي لا بد ان يعرفه الرجل العلمي ان جميع التغيرات الطبيعية يلزمها ان ينتقل مادة الشئ من صوره إلى صوره كمالية فان الصورة الأولى وان زالت من حيث وجودها الناقص لكنها لما اشتدت واستكملت فهي كأنها باقيه من حيث السنخ والذات فيجوز استعمال لفظه من أو عن بحسب كل من المعنيين وبعض التغيرات الغير الطبيعية أيضا يجرى هذا المجرى كالانسان إذا صار كاتبا فصح فيه الاعتباران بخلاف البعض كالسرير إذا تفرق أو الانسان إذا هرم والحيوان إذا مات.
فان الهرم والموت وأشباههما ليست عندنا من الغايات الذاتية التي توجبها التغيرات الطبيعية بالذات بل هي من الضروريات التابعة للاستكمالات فيجوز عدها من الأمور الغير الطبيعية كالاتفاق والقسر ومما ذكره القدماء في مثل هذا الموضع حال شوق الهيولى إلى الصورة وتشبيهها بالأنثى وتشبيه الصورة بالذكر.