الأمور الطبيعية ان كانت غاية كذلك على ما تعلمه في موضعه.
فهذا نحو والنحو الاخر ان يكون المشترك فيه مشتركا بنحو العموم كالفاعل الكلى المقول على كل واحد من الفاعلات الجزئية للأمور الجزئية والغاية الكلية هي المقولة على كل واحد من الغايات الجزئية لا الأمور الجزئية.
أقول فيه بحث اما أولا فلان الذي ذكره أولا في تبيين الفاعل المشترك مما ليس له وجه صحه فان الصادر أولا من المبدء الفعال في هذا العالم ليس هو الجسمية المشتركة ثم الصور الكمالية النوعية بل الطبايع الخاصة الكمالية أقدم صدورا وفعلا من الأمور الجنسية.
كيف وقد حقق في مقامه ان الذي يجرى مجرى الصور مقوم للذي يجرى مجرى المادة وأيضا الصورة الجسمية لو كان لها وجود محصل قبل لحوق الصور النوعية لم يكن الصور صورا بل كانت اعراضا لاستغناء الجسمية عنها في الوجود.
واما ثانيا فلان الغاية على المعنى الذي يكون بإزاء الفاعل بهذا المعنى يلزم ان يكون أخس الغايات لأنه يلزم ان يكون غاية للجسمية أولا ولغيرها بتوسطها كما أن الفاعل كذلك.
واما ثالثا فلانه قد صرح الشيخ في الإلهيات في فصل القوة والفعل بان ما بالفعل دائما أقدم مما بالقوة وبين ذلك بوجوه كثيره وأيضا أبطل في موضع آخر منها في فصل تكون الأسطقسات كون الوجود أولا للجسم وليس له في نفسه إحدى الصور المقومة غير الصورة الجسمية ثم يكتسب سائر الصور.
واما رابعا فلان الذي ينبغي ان يوضع للطبيعي من أحوال المبادئ يجب ان لا يكون مبحوثا عنه في علمه فعلى هذا الفاعل المشترك والغاية المشتركة بالنحو الذي ذكره ثانيا لا يجوز أيضا ان يكون من المبادئ التي يتسلمه الطبيعيون على وجه المصادرة.
فالحق ان يعرف معنى الفاعل المشترك والغاية المشتركة على نحو آخر