ما تكون كسقوط أبدانها من فوق إلى تحت كما لوحناه إليك سابقا من أن مباشر كل حركه هو الطبيعة سواء استقلت أو استخدمت للنفس.
واما الشيخ فقد أنكر ذلك واستبعده حيث قال ولا أرى الطبيعة يستحيل محركه للأعضاء خلاف ما توجبه ذاتها طاعة للنفس ولو استحالت الطبيعة كذلك لما حدث الاعياء عند تكليف النفس إياها غير مقتضاها ولا تجاذب مقتضى النفس ومقتضى الطبيعة وقد مر اندفاع ما ذكره.
وحل الاشكال بان الطبيعة ليست واحده بالنوع ووحدتها جنسية والتي في العناصر والمعادن غير التي يتوسط بين النفس وتحريكاتها الأينية والكمية والكيفية.
ثم العجب منه انه جوز مثل هذا التوسيط والاستخدام في غير التحريكات المكانية ولم يجوز فيها وإن كان الذي جوزه على طور غير الطور الذي نحن عليه لان القوى النباتية والحيوانية عنده اعراض وكيفيات فعليه أو انفعالية وعندنا جواهر صورية وقوله هو ما فيه ليفرق بين الطبيعة والصناعة والقواسر.
واما قوله بالذات فقد حمل على وجهين أحدهما بالقياس إلى المحرك والاخر بالقياس إلى المتحرك فمعناه على الوجه الأول ان الطبيعة تحرك لذاتها لا عن تسخير قاسر فيستحيل ان لا يحرك حين خلوها عن مانع حركه غير حركه التي لأجل قاسر ومعناه على الوجه الاخر ان الطبيعة تحرك لأمر يتحرك عن ذاته لا عن خارج.
وقوله لا بالعرض أيضا يحمل على وجهين أحدهما بالقياس إلى الفاعل والثاني بالقياس إلى القابل فالأول ان الطبيعة مبدء لما كان حركته بالحقيقة لا بالعرض و الحركة بالعرض مثل حركه ساكن السفينة بحركة السفينة.
والثاني انه إذا حركت الطبيعة صنما من نحاس فهي تحركه بما هو صنم بالعرض لان تحريكها بالذات للنحاس لا للصنم ولذلك لا يكون الطبيب طبيبا إذا عالج نفسه وحرك الطب ما هو فيه لأنه فيه لا من حيث هو مريض بل من حيث هو طبيب فلم يكن