ومقابلاتها ويقال لما يتقوم به جوهر كل شئ ويقال طبيعة لحقيقة كل شئ وذاته.
واما الطبيعي فهو كل منسوب إلى الطبيعة وذلك اما ما فيه الطبيعة واما ما عن الطبيعة فالأول هو المتصور بالطبيعة أو الذي للطبيعة كالجزء من صوره واما الثاني فالآثار والحركات وغيرها من المكان والزمان وما يجانسه واما ما له الطبيعة فهو الذي له في نفسه مثل هذا المبدء أعني الجسم المتحرك بطباعه والساكن بطباعه.
واما بالطبيعة فهو كل ما وجوده بالفعل عن الطبيعة بالوجود الأول كالأشخاص الطبيعية أو بالوجود الثاني كالأنواع الطبيعية.
واما بالطبع فهو كل ما يلزم الطبيعة كيف كان على مشاكله القصد كالأشخاص والأنواع الجوهرية أو لازما لها كالأعراض اللازمة والحادثة واما ما يجرى مجرى الطبيعي فمثل الحركات والسكونات التي يوجبها الطبيعة بنفسها لذاتها لا خارجه عن مقتضاها والخارج عن مقتضاها ربما كان عنها نفسها بسبب قابل فعلها وهو المادة.
فان الرأس المسفط والإصبع الزائدة ليس جاريا مجرى الطبيعي ولكنه بالطبع وبالطبيعة بمعنى ان سببه الطبيعة ولكن لا لنفسها بل لعارض هو حال المادة بحسب كميه أو كيفية يقبل ذلك.
حكمه مشرقية اعلم أن الطبيعة قد تكون جزئيه وقد توجد كليه والأولى هي الطبيعة الخاصة بشخص شخص والثانية هي التي توجد مفارقه الهوية عن المواد الجزئية نسبتها إلى هذه الشخصيات نسبه الفاعل إلى فعله ونسبه الأصل إلى فروعه والكلي بهذا المعنى غير المهية الكلية التي لا توجد بالاستقلال في الأعيان بل تابعه في الوجود لوجود الأشياء التي تحمل هي عليها بل انما هي عينها في الوجود وغيرها