الاعراض التابعة لها كالاشكال والألوان وبعضها بعيده الذات عنها كالنفوس سيما الانسانية والفلكية فكذا الاعراض الناشئة منها.
ولما كانت تلك الصور العالية الشريفة حيثما وجدت وجدت معها في المادة صور وقوى متوسطة بينها وبين المادة المتوسطة السافلة الجسمية فلا جرم يوجد منها في تلك المادة اعراض متفاوتة القرب والبعد منها فلأجل ذلك يقع الاشتباه فيقال لبعضها انها تابعه للصورة ولبعضها انها تابعه للمادة والتحقيق ما أشرنا إليه.
وبالجملة فأعلى الصور ما لا مادة له أصلا لا بحسب الذات ولا من جهة أفعالها القريبة كالعقول القادسة فكذالك اعراضها التابعة لأنها المعاني الكلية والصفات العقلية كالعلم الكلى والقدرة التي ليس معها شوب تغير والإرادة التي هي عناية محضه لا التفات معها إلى السافل وبعدها صور لا تعلق لها بالمادة ذاتا ولها تعلق إضافي من جهة أفعالها المتغيرة الزمانية كالنفوس الفلكية ونحوها وكذلك اعراضها التابعة كالعلوم النفسانية المتغيرة والإرادات المتجددة.
وبعد هاتين المرتبتين صور قويه التعلق بالمواد شديده النزول إليها على طبقات متفاوتة في النزول وغايتها في النزول ما تكون سارية في جميع اجزاء المادة التي فيها على نسبه واحده من غير تفاوت كالطبائع الاسطقسية والمعدنية فإنها ذات اجزاء مقدارية كاجزاء الجسم وارفع منها قليلا الصورة النباتية فإنها ببعض اجزاء النبات اربط واعلق دون البعض فلها شئ من المادة كالأصل لا يبقى الصورة أعني النفس النباتية بدونه فإذا قلع يجف النبات ويفسد كله ولها لشئ ء كالفروع إذا قطعت لم يفسد صوره الكل ما دام الأصل باقيا وأيضا يتبدل اجزاء النبات بحسب التغذية والتحليل والنفس باقيه ضربا من البقاء وارفع درجه من صوره النبات صوره الحيوان فان بعضها يكاد ان يبقى عند فساد البدن بشخصه بقاءا شخصيا.
وبالجملة فقد وضح غاية الوضوح ان قوام كل مركب نوعي طبيعي بصورته أو ما هو كالصورة أقوى وآكد من قوامه بمادته أو ما هو كالمادة حتى يصح ان يقال