فهذه وغيرها مقاصد في الطبيعة الكلية وكذا الإصبع الزائدة هي مقصوده في الطبيعة الكلية التي تقتضي ان تكتسى كل مادة ما تستعد لها من الصور ولا تعطل فإذا فضلت مادة تستحق الصورة الاصبعية لم تحرم ولم تضيع انتهى أقول فيه موضع بحث من وجوه أحدها ما مر من لزوم التدافع في كلامه حيث أثبت هيهنا وجود طبيعة كليه في الأعيان وقد أنكرها بعينه فيما مر.
وثانيها ان مثل الموت والفساد وما يجرى مجريهما غير منسوب بالذات إلى الطبيعة كليه كانت أو جزئيه فان منشأ الموت ان الطبايع الشخصية متوجهه إلى كمالاتها بحركاتها الجوهرية التي مرت الإشارة إلى ثبوتها فإذا انتقلت الطبيعة الجزئية من فطرتها الأولى إلى كمال صوري آخر وغاية ذاتية أخرى يطرء الزوال على نشأتها الأولى لطريان نشأتها الأخرى قبل انها فسدت أو ماتت وليس الفساد و لا الموت فعل الطبيعة بالذات وعلى سبيل القصد بل الغرض على سبيل التبع.
وثالثها ان الذي ذكره سببا لفعل الموت من الطبيعة الكلية من ايصال النفس إلى السعادة الأخروية مختص بالنفوس الانسانية ولا يجرى ما ذكره في النفوس الحيوانية فضلا عن النباتية مع أن الموت أو الفساد لحقها أيضا من جهة الطبيعة.
ورابعها ان تلك السعادة على ما قرره في بحث المعاد حسب ما ذهب إليه هو وأكثر اتباع المعلم الأول عقلية صرفه فهي لا تحصل الا لجماعة من النفوس الانسانية هي أقل عددا من البواقي والذي يفعله الطبيعة الكلية من الغايات الذاتية لا بد وأن يكون عاما أو أكثريا كما مر في بحث الغاية فلو كان قضاء الموت من الطبيعة لبلوغ النفس إلى تلك السعادة لزم ان يكون جميع الناس أو أكثرهم سعداء ولا يكون الشقي الا النادر منهم وليس الامر كذلك عندهم.
فالحق ان جميع الطبايع متوجهه لذاتها إلى كمالاتها وغاياتها والتخلف عن البلوغ اما لقسر قاسر أو عروض قاطع أو قصور طبيعة وان حكمه عروض الموت ليست