فمعناه جزء من مقدار الجسم فان الجسم بما هو جسم ليس هو جزء ولا كلا.
ومثاله في المنفصل إذا قلنا جسمان من جمله خمسه أجسام فمعناه اثنان من جمله خمسه اعداد عرضت للجسم لا ان الجسم بما هو جسم واحد أو كثير.
وقال في الشفاء فالجسمية بالحقيقة صوره الاتصال القابل لما قلناه من فرض الابعاد الثلاثة وهذا المعنى غير المقدار وغير الجسمية التعليمية فان هذا الجسم من حيث له هذه الصورة لا يخالف جسما آخر بأنه أكبر أو أصغر ولا يناسبه بأنه مساو أو معدود به أو عادله أو مشارك أو مباين وانما ذلك له من حيث هو مقدر و من حيث جزء منه بعده وهذا الاعتبار غير اعتبار الجسمية التي ذكرناها.
وثانيهما كون الشئ بحيث يوجد بين اجزائه المتخالفة الأوضاع الموهومة حدود مشتركة يكون كل حد نهاية لبعض وبداية لاخر ومن خواص المتصل بهذا المعنى قبوله للانقسام بلا نهاية وهو فصل من فصول الكم ويتقوم به ما سوى العدد من الكميات كلها قاره كانت أو غير قاره منقسمة في الجهات كلها أو بعضها فقط فهذان المعنيان للمتصل كلاهما حقيقيان.
والدليل على اطلاق المتصل على هذين المعنيين الذين أحدهما فصل الجوهر يتقوم به الجسم والاخر فصل الكم يتقوم به الكم المتصل ما ذكره في فصل من إلهيات الشفاء معقود لبيان ان المقادير اعراض بقوله واما الكميات المتصلة فهي المتصلات الابعاد.
واما الجسم الذي هو الكم فهو مقدار المتصل الذي هو الجسم بمعنى الصورة فهذه العبارة نص منه على أن نفس الاتصال في الجهات كيف كان وعلى أي قدر ومبلغ كان هو مقوم للجسم وجزء حده.
واما مقدار هذا الاتصال فهو قسم من أنواع الكم يطلق عليه الجسم بالاشتراك وربما يقيد الجسم الذي هو الجوهر بالطبيعي والذي هو عرض فيه بالتعليمي إذ يبحث عن الأول في الحكمة التي تسمى بالطبيعيات وعن الثاني في التي تسمى