القبول بالفعل من عوارض الهيولى المفتقرة إلى تغير وانفعال فافهم هذا فان الاهمال فيه مما يغلط كثيرا واما الجواب عن الشك الثاني فلان المراد من قبول الابعاد أو صحه فرضها أو امكان وجودها ما يكون بحسب الوجود الخارجي والنشأة التي نحن نتكلم فيها مع أحد أو نفيد له أو نستفيد منه والوهم وان قيل أشياء كثيره وأبعادا وأجراما عظيمه الا ان قبوله لها بنحو آخر من الوجود غير وجود هذا العالم وابعاد هذا العالم هي التي يمكن ان يشار إليها بالحواس الظاهرة وعالم الخيال عالم آخر سماواته وأرضه ابعاده وأجرامه وأشخاصه وكيفياته كلها مباينه الحقيقة لابعاد هذا العالم وأجرامه وأشخاصه وكيفياته واليه الإشارة في قوله جل ذكره يوم تبدل الأرض غير الأرض وأما إذا قلنا في تعريف الرطب ما يكون قابلا للاشكال بسهولة لم يفهم الا ما يكون قابلا لها في وجوده الخارجي وكونه الدنياوي واما في غير هذا الكون فليس من شرط معنى الرطوبة ان يقبل الشكل بسهولة أو صعوبة.
اما ترى ان القبر ههنا قبر وأعداده متشابهه وفي البرزخ اما روضه أو نيران والوضوء ههنا وضوء وهناك حور والجهاد ههنا جهاد وهناك نور والدار ههنا جماد وفي الآخرة حيوان.
ولنعرض عن هذا النمط من الكلام لان الاسماع مملوة من الصمم من استماع مثله والأعين عماه عن مشاهده نشأة أخرى والقلوب مغشوة غيظا وعداوة للذين آمنوا بها وعملوا بموجبها.
واما الجواب عن الشك الثالث فبان التعريف المذكور لم يقع بنفس القبول لكونه غير محمول ولا بالقابل بما هو قابل حتى يرد عليه ما ذكره من كونه وصفا اعتباريا لا يليق لتعريف الحقيقة الخارجية بل وقع التعريف بكون خاص ونحو من الوجود وهو الجوهر الذي يكون بحيث يصلح لان يفرض فيه الابعاد أو الجوهر الذي يوجد فيه بحسب الفرض كذا وكذا فان مفاد الذي ما يرادف الوجود أو يساوقه.