عرف الله حق معرفته يحصل له بمعرفته تعالى معرفه جميع الأشياء الكلية والجزئية فيكون علمه باي شئ كلي أو جزئي من مسائل العلم الإلهي لان علومه حصلت من النظر في حقيقة الوجود وتوابعها وعوارضها وعوارض عوارضها وهكذا إلى أن ينتهى إلى الشخصيات.
وهذا هو العلم بالجزئيات على الوجه الكلى المسمى بالعلم الإلهي والفلسفة الأولى الا ان العقول الانسانية لما كانت قاصرة عن الإحاطة بالأسباب القاصية المستعلية البعيدة عن الجزئيات النازلة في هوى السفل الثانية عن الحق الأول في هاوية البعد فلا يمكن لهم استعلام الجزئيات المتغيرة عن الأسباب العالية فضلا عن مسبب الأسباب فلا جرم وضعوا العلوم تحت العلوم واخذوا مبادئ العلم الأسفل من مسائل العلم الاعلى فشغلهم شان من شان واما الأولياء والعرفاء فجعلوا الحق مبدأ علومهم بالأشياء الطبيعية والرياضية والإلهية كما أنه مبدأ وجود تلك الأشياء وقد روى عن أمير المؤمنين ص ما رأيت شيئا الا وقد رأيت الله قبله واليه الإشارة أولم يكف بربك انه على كل شئ شهيد.
وبالجملة فان الأشياء ذوي الأسباب (1) لا يحصل العلم اليقيني بها الا من جهة أسبابها وعللها وهي أربعة فاعل وغاية وصوره ومادة.
فمن الأشياء ما له جميع هذه الأسباب.
ومنها ما لا يكون لها الا الأولين والعلوم المختصة بمثله يسمى علوم المفارقات وما يخص بما له جميع الأسباب هو العلم الطبيعي إذا كانت أمرا مخصوصا والا فهو الرياضي فالبحث عن نحو وجود الجسم المطلق واثبات المادة والصورة