عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم أي من اسمه الحكيم فالحكمة سلطان هذا الانزال الإلهي وهو اخراج هذه الأشياء من هذه الخزائن إلى وجود أعيانها.
ثم قال بعد كلام طويناه فبالنظر إلى أعيانها هي موجودة عن عدم وبالنظر إلى كونها عند الله في هذه الخزائن.
ثم قال واما قوله ما عندكم ينفد صحيح في العلم لان الخطاب منها لعين الجوهر والذي عنده أعني عند الجوهر من كل موجود انما هو ما يوجده الله في محله من الصفات والاعراض والأكوان وهي في الزمان أو الحال الثاني من زمان وجودها أو حال وجودها ينعدم من عندنا وهو قوله ما عندكم ينفد وما عند الله باق وهو تجدد للجوهر الأمثال أو الأضداد دائما من هذه الخزائن.
وهذا معنى قول المتكلمين العرض لا يبقى زمانين وهو قول صحيح حر لا شبهه فيه لأنه بعث الممكنات.
قال واما صاحب النظر فما عنده خبر بشئ من هذا لأنه تنبيه نبوي لا نظر فكري وصاحب النظر مقيد تحت سلطان فكره وليس للفكر فيه مجال.
وقال أيضا في الباب السابع والستين وثلاثمائة يحكى عن عروج وقع بحسب الباطن حين مخاطبته مع إدريس النبي ع بهذه العبارة قلت له انى رأيت في واقعتي شخصا بالطواف أخبرني انه من أجدادي وسمى نفسه فسئلته عن زمان موته فقال أربعون الف سنه فسئلته عن آدم لما تقرر عندنا من التاريخ لمدته فقال لي عن أي آدم تسئل عن آدم الأقرب قلت بلى فقال صدق انني نبي الله ولا أرى للعالم مده يقف عليها بجملتها الا انه بالجملة لم يزل خالقا ولا يزال دنيا وآخره والآجال في المخلوق بانتهاء المدد لا في الخلق فالخلق مع الأنفاس بتجدد.
فقلت له فما بقي لظهور الساعة فقال اقتربت الساعة اقترب للناس حسابهم و هم في غفلة معرضون.