التي فيه يسيره وقواها منكسرة ضعيفه فلذلك صار المضاد المفسد له في ذاته ضعيفا قليل التأثير لا يتلفه الا المفسد من خارج فصار المفسد له أيضا من خارج وما هو كائن عن امتزاج بعد امتزاج وعن اختلاط أكثر تركيبا فبكثرة المتضادات فيه وتراكيبها يكون تضاد المختلطات فيه أظهر وأقوى المتضادات فيه قويه.
وأيضا لما كان حصولها من اجزاء وابعاض غير متشابهه لم يمتنع ان يكون منها تضاد وتفاسد فيكون المضاد المتلف له من خارج جسمه ومن داخله وما كان من الكائنات يتلفه المضاد من خارج فإنه لا يتحلل من تلقاء نفسه دائما مثل الماء والحجارة فان هذين وما جانسهما انما يتحللان من الخارجيات فقط واما غيرها من النبات والحيوان فإنها تتحلل من أشياء متضادة لها من داخل وأشياء مضاده لها من خارج.
فلذلك إن كان شئ من هذه يتعلق عناية الله بان يبقى صورته مده ما أعطاه قوة تخلف بدل ما يتحلل من جسمه دائما ويكون ذلك شيئا يقوم مقام ما يتحلل و لا يمكن الا بان ينجذب إلى جسمه جسم آخر يتصل به فيخلع عن ذلك الجسم صورته التي كانت له ويكتسي صوره هذا الجسم بعينه فجعلت في هذه الأجسام لصورها قوى أخرى هي الغاذية وما يخدمها ويعينها حتى صار كل جسم من هذه الأجسام يجتذب إلى نفسه شيئا ما مضادا له فينسلخ عنده تلك الضدية ويقبله بذاته ويكسوه الصورة التي هو متلبس بها إلى أن ينفد هذه القوة منه في طول المدة فبتحلل من ذلك الجسم ما لا يمكن للقوة الجابرة ان يرد مثله فيتلف.
فبهذا الوجه ينحفظ الأجسام من المتلف الداخل واما انحفاظ الجسم من المتلف الخارج فبآلات جعلت بعضها فيه كقوة النشو في النبات يخرج الأوراق للصيانة عن الحر والبرد المفسدين من خارج وكقوة حركه الإرادية في الحيوان وبعضها من خارج جسمه متصلا كان أو غير متصل اما المتصل فكالأوراق للنبات وكالشعور والمخالب والأظفار والأنياب للحيوانات واما المنفصل فكالألبسة وآلات الحروب للانسان