فيه أمور يرى بها الشكل المنتج عقيما والعقيم منتجا ويرى الأشياء كلها على خلاف ما هي عليها وأكثر الناس يلتزمون هذا لأعراضهم عن الحكمة عاقبهم الله بها لسبق اعمال قبيحة وأخلاق وعادات سيئه من حب الجاه والتفوق على الاقران وسائر أمراض نفسانية استحكمت في نفوسهم فصارت سببا لاستنكافهم عن التعلم وانكارهم الحكمة لئلا يشوش أحد عليهم أصولا فاسده اخذوها من معلميهم تقليدا وتلقفا من غير بصيرة فألجأتهم تلك الأصول مع ما يعتريهم من تلك الأمراض والعادات والاعراض عن العلوم الحقه والحكميات شعفا بما عندهم من قشور الأفكار و الأنظار إلى القول بما سموه الفاعل المختار وقى الله السالكين شرهم وضرهم في الدين.
لان هؤلاء قطاع طريق الآخرة على المسلمين وهؤلاء المعطلة في الدورة الاسلامية بإزاء ما في دوره الأقدمين من السوفسطائية كما لا يخفى عند المنصف المتدبر.
قال بعض المحققين ان لظهور مثل هذه الآراء انقطعت الحكمة عن وجه الأرض وانطمست العلوم القدسية واعترض على هذا الاستدلال بوجوه الوجه الأول لم لا يجوز ان يكون تلك المبادئ للآثار المخصوصة اعراضا مخصوصة إذ كل موجب اثر في الأجسام لا يلزم ان يكون صوره جوهرية فان الميل القسري وغير القسري مبدء ما للحركة وليس بصوره جوهرية والحرارة في الحديدة الحامية مبدء الحرق لجسم وحركه في بعض المواضع سبب للحرارة وليست بصوره جوهرية وهكذا في مواضع كثيره صارت الاعراض مبادئ للآثار فليكن ما سميتموه صورا من هذا القبيل.
لا يقال ليست هذه الاعراض مبادئ للآثار بل هي معدات والفاعل غيرها.
لأنا نقول مثل هذا فيما سميتموه صورا ومما يؤكد ذلك أن الشيخ الرئيس قد استدل في بعض رسائله على أن الطبيعة لا يجوز ان يكون مبدء للصفات والاعراض