الصور لا بصوره خاصه فما أشبه تعينها بتعين الأمور الذهنية كالمعنى الجنسي إذا لاحظه العقل من حيث هو هو مع قطع النظر إلى الفصول وغيرها.
فالوحدة الشخصية التي للهيولي ليست وحده شخصية أبت في ذاتها أن تكون مستنده لوحده نوعيه للصورة بل هذه انما هي متعينة بذلك كما ينكشف للمتأمل المتدبر و اما الافتقار إلى انضمام الامر القدسي فليس لان مرتبه تحصل الهيولى ونحو تشخصها يستدعى الاستناد إلى واحد بالعدد دون واحد بالعموم بل لان الصورة في كونها سببا افتقرت إليه لتكون محفوظه الوجود به وبواحد من افرادها الشخصية كما مر.
ومما يوضح ذلك انهم ذكروا في كيفية افتقار كل من الهيولى والصورة إلى الأخرى في التشخص على وجه غير دائر دورا مستحيلا ان الهيولى سابقه المهية والشخصية على شخصية الصورة القائمة فيها لا محاله واما تشخص الهيولى فبنفس ذات الصورة المطلقة لا بهويتها الشخصية فالصور بمهيتها لا بشخصيتها أقدم من شخصية الهيولى و مهيتها جميعا واما الصورة الشخصية فهي انما تفتقر إلى هيولي متعينة تعينا مستفادا من الصورة لا من تعين الصورة فكن على بصيرة.
بحث وتحصيل لك ان تقول من رأس لما تقرر بالبيان البرهاني ان كل طبيعة نوعيه يحتمل أشخاصا كثيره في العين فهي انما تتشخص بالمادة فتشخص تلك المادة ان كانت بمادة أخرى يتسلسل المواد إلى لا نهاية وإن كان بالصورة فيلزم الدور.
فاعلم أن معنى تشخص الصورة بالهيولى غير معنى تشخص الهيولى بالصورة و ذلك لان معنى الأول انها تتشخص بالهيولى من حيث هي قابله للتشخص أو لما يلزمه من الاعراض المسماة بالمشخصات فان حقيقة الهيولى هي القابلية والاستعداد وليست فاعله للتشخص.