في فصول الأنواع المركبة بل البسيطة ويطلبون سبب اختصاص الناطق بحصة الحيوان التي في الانسان وسبب اختصاص الصاهل بحصة الحيوان التي في الفرس ولا يعلمون ان الحيوان من اللوازم العامة للناطق والصاهل وأمثالهما المتأخرة مرتبتها عن مرتبه هذه الملزومات فحصول الجنس للفصل أولى بطلب اللمية فيه من حصول الفصل للجنس واختصاصه بحصة من جنسه يطلبها فيهما الوجه الثالث انه يجوز ان يكون للمفارق جهات مختلفه بها يختلف نسبته إلى الأجسام فيفيد لبعض الأجسام آثارا مخصوصة ولبعضها آثارا مخصوصة أخرى من غير حاجه إلى صور نوعيه أو يكون عدد المفارقات كثيره حسب تكثر الأجسام نوعا.
كما ذهب إليه الأقدمون كأفلاطن ومن يحذو حذوه من أشياخه ومعلميه مثل سقراط وانباذقلس وفيثاغورث واغاثاذيمون وهرمس وغيرهم من أعاظم حكماء الفرس وملوك الحكمة المشرقية وأساطين الفلسفة والخسروانية حسبما روى عنهم الشيخ الإلهي صاحب الاشراق في كتبه كالمطارحات المسمى بالمشارع والمقاومات وككتابة المسمى بحكمه الاشراق من أن لكل نوع من الأفلاك والكواكب وبسائط العناصر ومركباتها ربا في عالم القدس وهو عقل مدبر لذلك النوع ذو عناية به وهو الغاذي و المنمى والمولد في الأجسام النامية لامتناع صدور هذه الأفعال المختلفة في النبات عن قوة بسيطه عديمه الشعور وفينا عن نفوسنا والا لكان لنا شعور بها.
وهؤلاء يتعجبون ممن يقول إن الألوان العجيبة في ريش من رياش الطواويس انما كان لاختلاف أمزجة تلك الريشة من غير أن يستند إلى سبب كلي وقانون مضبوط ومدبر عقلي ورب نوع حافظ بل هؤلاء الأعاظم من اليونانيين والفرس ينسبون جميع أنواع الأجسام وهيئاتها إلى تلك الأرباب ويقولون ان هذه الهيئات المركبة العجيبة والنسب المزاجية و