الأجسام فليجز مثل ذلك في الحرارة التي تحصل في غير النار بواسطة النار وفي البرودة التي تحصل في غير الماء بواسطة الماء وكذلك في سائر الآثار كالإحالة إلى شبيه جوهر المغتذى والانماء والتوليد والتصوير وغير ذلك.
فما يسمونها صورا لم يثبت الا كونها من الشرائط والمعدات التي لا ينافي العرضية كالميل والحرارة والبرودة وأمثالها.
وأيضا القوى كالغاذية والنامية والمصورة اعراض مع أنهم يسمونها فعاله وعند المشائين ينسبون إليها أفعالا كإفادة الصور وغيرها فإذا كانت هذه المؤثرات القوية عندهم اعراضا فغيرها أولى بالعرضية.
والجواب ان استدلالهم على اثبات الصور تكون مبادئ الآثار المختلفة في الأجسام يجب أن تكون جواهر ليس متوقفا على كون المبادئ أسبابا فاعليه بل يكفي كونها عللا معدة فان الآثار المختلفة لا بد لها من مخصصات مختلفه فتلك المخصصات ان كانت ذاتيات الأجسام ومبادئ فصولها الذاتية حتى يكون الأجسام بها مختلفه الحقائق فتكون جواهر لا محاله إذ مقوم الجوهر عندهم وان كانت اعراضا فتكون كالآثار الخارجية فيحتاج إلى مخصصات غيرها.
فننقل الكلام إلى مخصصات المخصصات فاما ان يتسلسل إلى غير النهاية أو يدور أو ينتهى إلى مخصصات هي ليست آثارا للأجسام بل صورا مقومه منوعة ينقسم بها الجسم الطبيعي أنواعا مختلفه والأولان مستحيلان فتعين الثالث وهو المطلوب.
واما ما وقع منهم من نسبه الفعل والإفادة إلى بعض القوى والكيفيات وقولهم بأنها فعاله فمن باب المسامحة بعد ما حققوا الامر من كون الفاعل في الايجاد يجب ان يكون متبرى الذات عن علاقة المواد وهم قد صرحوا بان المسمى فعل الطبيعة من باب الحركات والانفعالات واما غير ذلك فهي واسطه والواهب غيرها.
وليس هذا مما خفى الا على الناقصين في الحكمة كالأطباء والدهريين والمنجمين ومن يحذو حذوهم.