بشرط الاطلاق وبين الاعتبارين فرق واضح فهي المأخوذة بأحد الوجهين موجودة خارجا وذهنا وبالاخر غير موجودة الا ذهنا واللازم فيما نحن فيه هو الأول دون الثاني فاللازم غير محذور والمحذور غير لازم.
واعلم أن هذين الجوابين المرضى وغير المرضى ذكر أحدهما المحقق الطوسي وذكر الاخر الإمام الرازي ولعله أجاب به بناء على عدم تجويزه وجود الطبائع في الخارج.
تذنيب كل واحد من المادة والصورة وان كانت ترتفع برفع الأخرى الا انه لا يستلزم ان يصير كل منهما كالآخر في مرتبه الوجود وهكذا في كل علة مقتضيه و معلولها وذلك لان إحديهما وهي العلة إذا رفعت رفع المعلول واما الاخر وهو المعلول فليس إذا رفع رفعت العلة بل إذا رفع كانت العلة مرفوعة قبل رفعه قبلية بالذات.
فالامر هيهنا بالعكس من ذلك فان رفع المعلول متأخر ورفع العلة متقدم ذاتا مع أنهما معا في زمان واحد كحركتي اليد والمفتاح حيث إن رفع حركتها متقدم على رفع حركته وهما معان في الزمان واما بحسب التصور فكلا الوجهين من التقدم والتأخر الذاتيين جائز فيهما كما في برهاني اللم والآن.
وقد مر هذا في مباحث العدم