تحصل ذاتها ونوعيتها من غير حاجه لها في الجسمية إلى انضمام شئ من هذه المعاني وهذا بخلاف المقدار حيث مثلا لا يكمل له مهية الا بعد تعين ان كميته الاتصالية القارة منقسمة في جهة حتى يكون خطا أو في جهتين حتى يكون سطحا أو في ثلاث جهات حتى يكون جسما تعليميا.
فالمقدار بما هو مقدار مطلق لا وجود له ولا قوام الا بان يكون خطا أو سطحا أو جسما واما الجسم بما هو جسم فليس اقتران أي معنى وصوره إليه كاقتران فصل الخط أو فصل السطح بالمقدار بل الجسمية متصورة انها وجدت بالأسباب التي لها ان يوجد بتلك الأسباب وهي جسمية فقط بلا زيادة الا بحسب استكمالات أخرى في كمالاتها الثانوية كالجمادية والنباتية والحيوانية فكما ان الطبيعة الجمادية إذا حصلت للجسم فهي تمام له من غير حاجه إلى صوره أخرى في كون ذلك الجسم نوعا مخصوصا لكن لو حصلت له صوره أخرى صار أكمل من ما كان أولا فكذلك الصورة الامتدادية.
فقد علم أن لحوق الصور المكملة للأجسام بها ليس من جهة ان مجرد الجسمية مهية مبهمة جنسية كيف والجنس بما هو جنس ليس تمام التحصل والحصول لا في الذهن ولا في العين كالمقدار المطلق فإنه إذا جرد عن الفصول واخذ في العقل محذوفا عنها ما عداه لم يكن لها وجود في الخارج أصلا ويكون بهذا الاعتبار مادة عقلية محضه وإذا اخذ مطلقا عن الحذف واللحوق كان مهية ناقصة غير محصله والجسمية ليست كذلك لان الأجسام المختلفة الصور والهيئات وجدنا انها إذا حذف عنها العقل تلك الصورة والاعراض كانت قد عقلت فيها مهية تامه جوهرية موصوفه بقبول الابعاد وجوز العقل لها ان يكون بصرافتها موجودة في الخارج.
فعلم أنها مهية نوعيه إذ لو لم يكن كذلك لكانت بعد التجريد عن الصور المختلفة والهيئات المتفاوتة اما حقائق مختلفه متخالفة بذواتها البسيطة أو متفاوتة بفصول ذاتية غير تلك الصور والهيئات أو حقيقة واحده غير الحقيقة الواحدة المسماة بالجوهر القابل للابعاد أو هي مع طبيعة أخرى يكون بمنزله الفصل لها والكل فاسد عند العقل