معتقدا منذ ثلثين سنه فيها انها برهان ثم ظهر له بعد تلك المدة انها مغلطة وكان قد بكى على ذلك مده.
ووجه الحل انا نختار من الشقوق التي ذكرها في السبب المقتضى للزوم المقدار والشكل المعينين للفلك ان ذلك السبب هو امر حال في جسمية الفلك لازم لها فان أعيد السؤال في علة لزومه لجسمية الفلك دون غيرها مع تماثل الأجسام في الجسمية.
قلنا الحال إذا كان مقوما للمحل كالصورة النوعية فهو في وجوده متقدم على وجود محله بالذات فمنشأ لزومه لذات المحل هو نفس ذات الحال فبالحقيقة هو الأصل والمنشأ في الملازمة والمحل لازم له كما في الملازمة بين الجسمية والهيولي حيث إن الجسمية أصل في الجوهرية ومنشأ للملازمة والهيولي لازمه لها متفرعة عليها بل أصل الاشكال والجواب جاريان في جميع الصور النوعية ومحالها وكذا الفصول اللازمة لحصص الأجناس التي يكون في الأنواع.
مثلا النطق لازم لحيوانية الانسان لعدم انفكاك أحدهما عن الاخر فإذا سئل عن سبب لزوم النطق للانسان انه إن كان لأجل كونه حيوانا لزم ان يكون الحيوانات كلها ناطقا للاشتراك في الحيوانية وإن كان لأجل امر حال في حيوانية مخصوصة فالكلام في تخصصه عائد وان لم يكن حالا في حيوانية مخصوصة هي حيوانية الانسان فإن كان حالا ممكن الزوال عنه فيزول بزواله الناطقية وإن كان أمرا لازما لها كان الكلام عائدا في سبب لزومه ويتسلسل أو ينتهى إلى الحيوانية فيعود المحذور المذكور.
ثم الامر اللازم للمهية المشتركة كان مقتضاه مشتركا في الجميع وإن كان أمرا مباينا والمباين متساوي النسبة إلى جميع حصص الأنواع لتماثلها مع قطع النظر عن فصول فيلزم الترجيح من غير مرجح وإن كان لأمر هو محل الحيوانية يرد الكلام في تخصص المحل به ولا يمكن هيهنا القول بان المخصص هو الهيولى لان