فالجوهر الهيولى الحامل للصورة ربما يسمى هيولي باعتبار القبول فيكون اضافه القبول داخله في شرح اسمه ومفهوم وصفه لا في ذاته بذاته كما أن النفس والملك انما يسميان نفسا وملكا باعتبار تدبيرهما للبدن والمملكة لا باعتبار مهيتهما فيكون اضافه التدبير جزء لمفهوم الاسم لا للحقيقة الجوهرية.
وأيضا لا يصح ان يكون فضل الهيولى القوة والاستعداد لان جزء الجوهر المحض لا يجوز ان يكون عرضا وأيضا الاستعداد لا يكون حاملا لما هو استعداد له لأنه لا يبقى مع حصوله فالهيولى يلزم ان يبطل عند وجود الصورة وكلامنا في حامل الصورة.
فنقول ان هذه الاشكالات مما قد مضى ذكرها في تحقيق مهية الهيولى مع أجوبتها على وجه لا مزيد عليه لكنا نعيد الجواب كما أعدنا السؤال بضرب آخر من البيان في المقال تكثيرا للفوائد بما فيه من الزوائد فليعلم ان أرباب العلوم كثيرا ما يطلقون ألفاظا موضوعه لأمور عرضية أو إضافية ويعبرون بها عن الأمور الذاتية مثل ما يذكرون في فصول الأنواع الجوهرية أمورا إضافية كالناطق في فصل الانسان والمتحرك المريد في فصل الحيوان.
وغرضهم منها المبادئ التي يترتب عليها تلك الأمور حتى أن الشيخ صرح بتسمية هذه المبادئ بالفصول الحقيقية وبتسمية هذه المفهومات كمفهوم الناطق و الحساس والمتحرك بالفصول المنطقية فكذا المراد بالاستعداد والمستعد ليس نفس هذا المفهوم الإضافي بل المبدء القابلي له وقد علمت أن محليته لمفهوم القبول ليست على سبيل القبول الاستعدادي بل كسائر لوازم الماهيات نعم لا يكون مصداق معنى القوة والقابلية الا أمرا غير متحصل كما أن مصداق الموجودية المصدرية بنفس ذاته ليس الا صرف الوجود ومصداق الزوجية بنفس ذاتها ليس الا زوجا صرفا لا شيئا له زوجيه عارضه أو لازمه.
فاتقن هذا البتة ولا تغفل عنه فان في الغفلة عنه والاهمال في رعايته ضررا عظيما في تحقيق الحقائق.