وسيجئ بيان كون الجسمية أي مصحح فرض الابعاد حقيقة نوعيه امتيازها بلواحق خارجية.
ثم العجب منه انه مع شده خوضه في تتبع العلوم ومهارته في البحوث كيف اعتقد ان هذه الحجة منه قويه لا يرد عليها بحث ولا فيها قدح سوى ما ذكره من الشك على أن ما ذكره في غاية الوهن والضعف وسيجئ من الكلام ما لم يبق معه شك في أن الجسمية مشترك في جميع الأجسام.
كيف وهو أصل محقق يبنى عليه كثير من المطالب كاثبات الصور النوعية في الأجسام واثبات الهيولى في الأفلاك واثبات الشكل الطبيعي في كل جسم والحيز الطبيعي له ومباحث النفوس والقوى والكيفيات وغيرها من المسائل الباحثة في العلم الطبيعي واما الذي ينقدح به الحجة المذكورة ويرد عليها فأبحاث الأول النقض بتوجه مثل ذلك السؤال بعينه في بيان لزوم القطبية والسكون لبعض مواضع الفلك ولزوم المنطقة وحركه السريعة لبعض آخر ولا يمكن استناد ذلك إلى الهيولى لكونها واحده في كل فلك فلا توجب الاختلاف فان استند لزوم القطبية لموضع من الفلك والدائرة لموضع آخر إلى الأمور الإلهية والعناية التي هي علمه تعالى بالنظام الأفضل أو الإرادة التي ينسبونها بعضهم إليه من غير مرجح فيسند لزوم أصل الفلكية وما يلزمها إليها.
وبالجملة كل ما وقع به الجواب عن هذا فليقع به عن ذلك من غير تفاوت.
الثاني ان ايجاب لزوم الشكل والمقدار لا يمكن ان يسند إلى الهيولى لأنها جوهر قابل ومعنى القبول الصحة والامكان وهو ينافي الايجاب والاقتضاء بل لا بد من أن يكون للفلكية ولوازمها مقتض آخر حتى يقبلها الهيولى التي شانها قبول الصور والهيئات لا ايجاب شئ من الأشياء.
الثالث ان الذي ذكره هو في الحقيقة شبهه يجب حلها حتى ينكشف جليه الحال وارتفع وزال أصل الاشكال وظني ان هذه الشبهة هي التي قد كان الامام