طاهرة، وما طهره الله فلا تدنسه أنت.
ونسب أيضا إلى مشورة الرسل في عزمهم على ملاشاة الشريعة أن يعقوب قال أنا أرى أن لا يثقل على الراجعين إلى الله من الأمم بل يرسل إليهم أن يمتنعوا عن نجاسات الأصنام والزنا والمخنوق والدم لأن موسى منذ أجيال قديمة له في كل مدينة من يكرز به إذ يقرأ في المجامع في كل سبت، ثم زعم أن الرسل بعد إمضائهم لهذا الرأي كتبوا إلى الأمم ما ملخصه إذ قد سمعنا أن أناسا خارجين من عندنا أزعجوكم بأقوال مقلبين أنفسكم وقائلين إن تختتنوا وتحفظوا الناموس الذي لم نأمرهم لأنه قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلا أكثر غير هذه الأشياء الواجبة أن تمتنعوا عما ذبح للأصنام وعن الدم والمخنوق والزنا (1 ع 15، 6 - 30).
أفلا تقول - أي مداخلة للرأي في شريعة الله، وإذا شاء الله أن يثقل بشريعته على أهواء الناس لكي ينعم عليهم بأسباب الطهارة والكمال وشرف الطاعة، فمن ذا الذي يعارض الله في شريعته ورحمته ويشاركه في أحكامه، وما هو معنى قول القائل لأن موسى منذ أجيال قديمة له من يكرز به.
أفتفهم من هذا القول مرادا غير التلويح بأن العمل بقيود التوراة إنما كان محاباة لموسى وتنفيذا لرياسته.
وكفاه من ذلك هذه المدة، فإن الأيام دول، والأشياء العتيقة قد مضت، (2 كو 5، 17)، وما عتق وشاخ فهو قريب من الاضمحلال (عب 8، 13).
إذا فأين نقل الإنجيل عن قول المسيح في الحث على العمل بوصايا الناموس حتى الصغرى، وأنه لم يجئ لينقضه بل ليكمله (مت 5، 17 - 20)، وأين حثه على حفظ ما يقول الكتبة والعمل به لأنهم على كرسي موسى جلسوا، (مت 20، 1 و 2).
وأيضا ماذا ترى من المعنى في قوله فيما تقدم قد سمعنا أن أناسا خارجين من عندنا أزعجوكم بأقوال مقلبين أنفسكم إلى آخره.