من حيث المقدار والماهية ينادي بحدوثها وحاجتها إلى الايجاد من الإله الذي تبطل مرامي أهوائهم بالاعتراف به.
فالتجأ هؤلاء إلى افتراض الجواهر الفردة وافتراض حركات طبيعية لها مختلفة.
ولكن لأمر من الأمور وقفت شجاعتهم الأدبية عن الطفرة إلى افتراض موجود مادي بلا صورة ولا إلى افتراض صورة بلا شكل هندسي فقالوا بأن للجواهر الفردة أشكالا هندسية.
وسدوا آذانهم عن نداء الحقائق المعقولة بأن الحركة واختلافها والصورة والشكل الهندسي من الدلائل على بطلان افتراضهم للجواهر الفردة والجزء الذي لا يتجزأ.
وجاء خلف ذلك السلف فقالوا: إن جواهرنا الفردة التي نفترضها هي أصغر من جواهر ديمقراط ولم يحتفلوا بنداء الحقيقة بأن الموجود المادي مهما فرض له من الصغر لا ينفك عن الصورة والصورة لا تنفك عن الشكل الهندسي والشكل الهندسي لا ينفك عن قبول التجزي.
حتى إذا جاءت الاكتشافات الجديدة وأوضحت أن افتراض الجواهر الفردة أعني الأجزاء التي لا تتجزأ من المادة إنما هو افتراض باطل موهوم.
ومن تلك الاكتشافات اكتشاف الفيلسوف الأمريكي الدكتور (روبر ميليقان) فإن أصغر ما افترضوه من الجسم وسموه جوهرا فردا و (أتوم) فقد اكتشف هذا الدكتور أن أتوم الهيدروجين مركب من نواة فيها الكتريك مثبت وألكترون يدور حول النواة فيه ألكترون منفي.
ولا تقل إن هذه النواة وهذا ألكترون هي الأجزاء التي لا تتجزأ لا تقل ذلك فإنه وجدان ما هو يقدر أتوم الهيدروجين ينقسم إلى أكثر من ذلك من ألكترونات كالثلاثة والأربعة والخمسة إلى العشرين فما فوق.
فها الاختبار زيادة على دلالته على انقسام ما يفرضونه الجوهر الفرد