رمزي: قد افترضوا أن النفس تقول يا إلهي إني لا دخل لي فما عمله هذا الجسد الخاطئ.
اليعازر: ما كل نفس تقول ذلك إلا نفس أثيمة اختارت رذيلة.
الكذب. هل الجسد بلا نفس إلا، كسائر الجمادات لا حس له ولا شعور ولا وجدان ولا إدراك ولا ميل ولا إرادة ولا حركة ولا عمل انظر إلى حال الجسد الذي فارقته النفس فهل ترى فيه من ذلك شيئا.
يا أيتها النفس الخاطئة إن الله أنعم عليك بأن هيأك للكرامة الكبرى بالاستحقاق وللتنعم بالملاذ الحسية والعقلية.
ولأجل ذلك جعلك متحدة بالجسد ووحدكما بالأنانية وسخر الجسد بذلك لإرادتك. منك الميل ومنك الاختيار ومنك الإرادة ومنك تحريك الجسد ومنك الأعمال. جعل الله لك إدراكا تميزين به الصالح من الفاسد وأيدك بالقوة العقلية والتعاليم الصالحة وتتابع العبر والمواعظ وجعل لك عن كل عمل فاسد سلوة وشاغلا بالأعمال المباحة.
لا يغيب عن شعورك ما يحصل لك عاجلا في المجتمع الانساني بسبب الأعمال الصالحة من لذة الرفعة والمحبوبية والقدرة. يكون لك هذا المقام المحمود حتى عند الفسدة والأعداء كما لا يغيب عن شعورك ما يلزمك في العاجل أيضا بسبب الأعمال الفاسدة من رذيلة النقص والانتقاص والضعة والنفرة حتى عند أهلك وقومك. ألا ترين مجد الأبرار الصالحين ومهانة الأشرار عند الناس. ومع هذا كله تختارين الشر وتسخرين الجسد في أعماله بإرادتك. ومن قبائحك أنك تتبرأين من أعمالك وتنسبينها إلى الجسد المسخر لإرادتك إفكا وزورا.
رمزي: وافترضوا أن النفس تقول يا إلهي ألست أنا نسمتك التي نفختها في هذا الهيكل الدنس.
اليعازر: يا للعجب من هذا الافتراض السخيف. النفس مخلوق من مخلوقات الله والجسد مخلوق من مخلوقات الله فهما من حيث الذات والمخلوقية سواء.