____________________
الأمور متحيرا، لأن ذلك من أعظم المنفرات عنه " (1) ووجهه واضح، إذ عدم الاتصاف بالمذكورات من المنفرات. هذا بخلاف ما إذا اعتبرنا الأكملية فيها، فإن عدم الأكملية لا يكون من المنفرات إذا كان متصفا بالكمال فيها، فالدليل على لزوم اتصافهم بالأكمل من الصفات هو الذي ذكرناه.
(3) ولقد أشار المصنف لإثبات تنزيه الأنبياء عن المذكورات إلى دليلين:
أحدهما: هو الذي ذكره أكثر المتكلمين، وحاصله: إن هذه الأمور مما يوجب تنفير الناس عنهم، ومعه لا يحصل الانقياد التام الذي يكون غرضا لبعث الأنبياء وإرسالهم، ولذلك قال المحقق اللاهيجي: " نزاهة النبي عن الصفات المنقصة والأخلاق الرذيلة والعيوب والأمراض المنفرة، معتبرة لكون ذلك داعيا إلى قبول أوامره ونواهيه، والانقياد له والتأسي به فيكون أقرب إلى الغرض المقصود من البعثة، فيكون لطفا لا محالة واجبا لا يجوز على الله تركه " (2) وهذا الدليل هو الذي اعتمد عليه السيد المرتضى في تنزيه الأنبياء، لإثبات عصمتهم قبل النبوة وبعدها من الصغائر والكبائر، وتبعه الآخرون، وحيث إن الدليل عام ولا يختص بالعصمة عن الذنوب، استدلوا به في نزاهة الأنبياء عن المنفرات، ولو لم تكن من الذنوب كالعيوب والأمراض المنفرة، ودناءة الآباء وعهر الأمهات والفظاظة والغلظة والاشتغال بالصنائع الموهنة والمبتذلة، ولذا
(3) ولقد أشار المصنف لإثبات تنزيه الأنبياء عن المذكورات إلى دليلين:
أحدهما: هو الذي ذكره أكثر المتكلمين، وحاصله: إن هذه الأمور مما يوجب تنفير الناس عنهم، ومعه لا يحصل الانقياد التام الذي يكون غرضا لبعث الأنبياء وإرسالهم، ولذلك قال المحقق اللاهيجي: " نزاهة النبي عن الصفات المنقصة والأخلاق الرذيلة والعيوب والأمراض المنفرة، معتبرة لكون ذلك داعيا إلى قبول أوامره ونواهيه، والانقياد له والتأسي به فيكون أقرب إلى الغرض المقصود من البعثة، فيكون لطفا لا محالة واجبا لا يجوز على الله تركه " (2) وهذا الدليل هو الذي اعتمد عليه السيد المرتضى في تنزيه الأنبياء، لإثبات عصمتهم قبل النبوة وبعدها من الصغائر والكبائر، وتبعه الآخرون، وحيث إن الدليل عام ولا يختص بالعصمة عن الذنوب، استدلوا به في نزاهة الأنبياء عن المنفرات، ولو لم تكن من الذنوب كالعيوب والأمراض المنفرة، ودناءة الآباء وعهر الأمهات والفظاظة والغلظة والاشتغال بالصنائع الموهنة والمبتذلة، ولذا