دفعا للدور والتسلسل.
أما الصغرى فهي واضحة بعد ظهور التغيرات في الأشياء المادية، فإنها لا تزال في تبدل من صورة إلى صورة ومن كيفية ومن حال إلى حال، ولا شئ في العالم المادي إلا وهو متبدل ومتغير، بل المادة تتغير وتتبدل إلى الطاقة وهي إلى المادة كما لا يخفى.
قال الأستاذ الشهيد المطهري - قدس سره -: كل موجود من الموجودات المحسوسة المادية متغير ومتبدل، ولا يبقى في حال واحد، لأنه إما في حال التكامل والرشد وإما في حال الانكسار والضعف، كما يكون أيضا في حال المبادلة المستمرة، لأنه إما يأخذ وإما يعطي وإما يأخذ ويعطي، وليس موجود باقيا على حالة واحدة (1).
أما الكبرى فهي أيضا واضحة، فإن كل صورة وكيفية وحال متبدلة، مسبوقة بالعدم وحادثة فالمقدمتان تنتج أن العالم حادث مفتقر إلى محدث ليس كذلك، لما قرر في محله من بطلان الدور والتسلسل في ناحية العلل.
وهذا الاستدلال وإن كان صحيحا ولكن إثبات الواجب به يتوقف على ضميمة البراهين السابقة، فإن غاية التقريب المذكور هو أن محدث التغيير ليس بجسم ولا بجسماني وأما الواجب فلا يثبت به إلا إذا انتهت بالبراهين السابقة إلى الواجب تعالى.
السادس: النظم والتناسب، وتقريب ذلك ومن الواضح ان النظم هو عمل منظوم لغرض صحيح كخلقة آلة السمع للاستماع وآلة اللسان للتكلم وهكذا والتناسب هو مناسبة الاعمال المنظومة بعضها مع بعض في ترتب الغاية المترتبة عليها لتناسب الأيدي والأرجل أو تناسب الأسنان بالنسبة إلى الغاية المترتبة