البلاغة والفصاحة، وفيما احتوى من حقائق ومعارف عالية لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف، الخ " فلعل الاكتفاء بهما في المقام، لكونه في مقام بيان المعجزة المناسبة لما اشتهر في عصره من العلوم والفنون فلا تغفل.
ثامنها: أن الدليل على لزوم إقامة المعجز وتعريف النبي والرسول، هو الدليل على لزوم إرسال الرسل، إذ لو لم يقم المعجز لا يتم الحجة، ولما تمكن الناس من معرفة ما يحتاجون إليه من المصالح والمفاسد، مع أنه لازم أو واجب في عنايته الأولى وحكمته الكبرى.
ولعل إليه أشار المصنف لقوله اتماما للطف واستكمالا للرحمة.
تاسعها: أن طريق الاستدلال بالمعجز هو أن يقال: إن ظهور المعجز على يد النبي أو الإمام شاهد صدقه إذ لو كان كاذبا وجب على الحكيم المتعالي تكذيبه وإلا لزم الاغراء إلى الضلالة وهو لا يصدر منه تعالى.
عاشرها: أن الوظيفة في الموارد التي شك في اعجازيتها هو التفحص عن حالها والرجوع إلى القرائن والشواهد دفعا للضرر ربما يقال في مثل هذه الموارد:
ينظر إلى مدعي المعجزة هل يدعو إلى الحق أو الباطل أو إن كلماته تخالف مسلمات الأديان أو واضحات العقول أم لا ولكنه لا يخلو عن النظر إذ من الممكن أن يدعو إلى الحق ولا يخالف قوله مع مسلمات الأديان وواضحات العقول، ومع ذلك لا يكون في دعواه صادقا.
نعم لو كان قوله مخالفا لواضحات العقول ومسلمات الأديان كان ذلك من أوضح الشواهد على كذبه ثم بناء على لزوم الرجوع إلى القرائن والشواهد فإن ظهر الصدق فهو وإلا فلا تكليف، لعدم قيام الحجة عليه.