قطعت إذ تفل عليها، ويد معاذ بن عفراء في بدر، وإخباره في القرآن الكريم بأن الله كفاه المستهزئين، وبظهوره على الدين كله، وبدخول المسلمين المسجد الحرام آمنين محلقين ومقصرين، وبغلبة الروم في بضع سنين، وإخباره وهو محصور في الشعب بشأن صحيفة قريش القاطعة، وإخباره بفتح المسلمين مصر والشام والعراق، وبموت كسرى في يومه، وبأن فاطمة ابنته أول أهله لحوقا به، وبأن أبا ذر يموت وحده، ويسعد بدفنه جماعة من أهل العراق، وأن إحدى نسائه تنبحها كلاب الحوأب، وبقتل علي - عليه السلام - في شهر رمضان، وأن كريمته الشريفة تخضب من دم رأسه، وأن ولده الحسين - عليه السلام - يقتل بكربلاء إلى غير ذلك، ومن معجزاته استجابة دعائه، وسقيا المطر باستقائه في موارد كثيرة جدا، وقد أنهت كتب الحديث والتاريخ موارد معجزاته - صلى الله عليه وآله - وكراماته من نحو ما ذكرناه وغيره إلى أكثر من ثلاثة آلاف، وأن الكثير منها في عصره وما بعده هو قسم المستفيض أو المشهور أو المتواتر، ولكن عادة المصنفين على الاقتصار على سند المشيخة فكسته هذه العادة في الظاهر ثوب رواية الآحاد، لكن الإعجاز المشترك بينها، الشاهد على الرسالة يزيد على حد التواتر ويبلغ درجة الضروريات وهاهي كتب الحديث والتاريخ " (1).
وهذا مضافا إلى البشارات التي صدرت من الأنبياء الماضين في حق نبوة نبينا محمد - صلى الله عليه وآله - وأوصافه، وهذه البشارات كانت واضحة بحيث لا مجال لإنكار نبوته كما نص عليه في القرآن الكريم بقوله عز وجل:
" الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وأن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون " (2)، وصرح بأن موسى وعيسى - على نبينا وآله وعليهما السلام - بشرا به حيث قال تعالى: " الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي