وكذلك يجب الايمان بكتبهم وما نزل عليهم، وأما التوراة والإنجيل الموجودان الآن بين أيدي الناس، فقد ثبت أنهما محرفان عما أنزلا، بسبب ما حدث فيهما من التغيير والتبديل والزيادات والإضافات، بعد زماني موسى وعيسى - عليهما السلام - بتلاعب ذوي الأهواء والأطماع، بل الموجود منهما أكثره أو كله موضوع بعد زمانهما من الأتباع والأشياع (3).
____________________
(2) أما أن إنكار واحد منهم مستلزم لإنكار نبوة نبينا - صلى الله عليه وآله - فلما عرفت من أنه - صلى الله عليه وآله - أخبر بنبوته، وأما استلزام إنكار واحد منهم لإنكار الجميع، فغير واضح.
اللهم إلا أن يقال: إن إنكار بعث نبي بعد ثبوت نبوته، إنكار الله في البعث والإرسال مطلقا، إذ لا خصوصية لمورد الإنكار، فتدبر جيدا. وكيف كان فمقتضى ايماننا بالرسول الأعظم نبينا محمد - صلى الله عليه وآله - هو الايمان بجميع الأنبياء الذين أخبر عنهم بالاجمال والتفصيل. هذا مضافا إلى أنه مقتضى حكم العقل بأنه تعالى بعث الأنبياء والرسل لهداية الناس، ولم يكن زمان وعصر خاليا عن الحجة الإلهية " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " (1).
(3) لا إشكال ولا ريب في كون التوراة والإنجيل الموجودين محرفين، كما
اللهم إلا أن يقال: إن إنكار بعث نبي بعد ثبوت نبوته، إنكار الله في البعث والإرسال مطلقا، إذ لا خصوصية لمورد الإنكار، فتدبر جيدا. وكيف كان فمقتضى ايماننا بالرسول الأعظم نبينا محمد - صلى الله عليه وآله - هو الايمان بجميع الأنبياء الذين أخبر عنهم بالاجمال والتفصيل. هذا مضافا إلى أنه مقتضى حكم العقل بأنه تعالى بعث الأنبياء والرسل لهداية الناس، ولم يكن زمان وعصر خاليا عن الحجة الإلهية " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " (1).
(3) لا إشكال ولا ريب في كون التوراة والإنجيل الموجودين محرفين، كما