فيكون معنى قول الإمام - عليه السلام - أنه ما ظهر لله سبحانه أمر في شئ كما ظهر له في إسماعيل ولده، إذ اخترمه قبله، ليعلم الناس أنه ليس بإمام وقد كان ظاهر الحال أنه الإمام بعده، لأنه أكبر ولده (3).
____________________
(3) ولا يخفى عليك أن روايات الباب على طوائف: منها تدل على نفي البداء بالمعنى المصطلح عند العامة، كما أشار المصنف إلى جملة منها، وأشرنا أيضا إلى بعضها. ومنها تدل على اثبات البداء كما روي بسند صحيح في الكافي عن أبي عبد الله - عليه السلام - أنه قال: " ما بعث الله نبيا حتى يأخذ عليه ثلاث خصال: الإقرار له بالعبودية، وخلع الأنداد، وأن الله يقدم من (ما - خ ل) يشاء ويؤخر من (ما - خ ل) يشاء " (1) وما روي فيه أيضا عن أبي عبد الله - عليه السلام - أنه قال: " ما تنبأ نبي قط، حتى يقر لله بخمص خصال، بالبداء والمشيئة والسجود والعبودية والطاعة " (2) وما روي فيه أيضا عن الرضا - عليه السلام - أنه قال: " ما بعث الله نبيا قط إلا بتحريم الخمر وأن يقر لله بالبداء " (3).
وهذه الروايات ونظائرها تنافي ما تنفي البداء في بادئ النظر، ولكن مقتضى التأمل فيها أن الثابت بتلك الأخبار ليس ما ينفيه الأخبار الأخر، بل
وهذه الروايات ونظائرها تنافي ما تنفي البداء في بادئ النظر، ولكن مقتضى التأمل فيها أن الثابت بتلك الأخبار ليس ما ينفيه الأخبار الأخر، بل