مقدمه الفداء.
ومن هذا المنطلق، ذكر الشيخ الطوسي (رحمه الله) في أماليه أن داود الرقي - أحد أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) - قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ قال لي مبتدئا من قبل نفسه:
" يا داود، لقد عرضت علي أعمالكم يوم الخميس، فرأيت فيما عرض علي من عملك صلتك لابن عمك فلان، فسرني ذلك، إني علمت أن صلتك له أسرع لفناء عمره وقطع أجله ".
قال داود: وكان لي ابن عم معاندا ناصبا خبيثا بلغني عنه وعن عياله سوء حاله، فصككت له بنفقة قبل خروجي إلى مكة، فلما صرت بالمدينة أخبرني أبو عبد الله (عليه السلام) بذلك (1).
ونقرأ نموذجا آخر عن عبد الله بن أبان، قال: قلت للرضا (عليه السلام): إن قوما من مواليك سألوني أن تدعو الله لهم، فقال:
" والله إني لاعرض أعمالهم على الله في كل يوم " (2).
نفهم من هذه الرواية أن الإمام - مضافا إلى إشرافه على أعمال الأمة - له وساطته المؤثرة في الإفاضات التي يمن بها الله تعالى على عبده العامل بتكاليفه.
وهكذا يمكن القول: إن القيادة الباطنية للإمام في الإشراف على أعمال الأمة أمر يتيسر استيعابه بوضوح في ضوء الرواية المذكورة.