إن الناظر في مقومات شخصيات زعماء قريش وتفكيرهم واهتماماتهم.. يصل إلى قناعة بأنهم فراعنة كما وصفهم الله تعالى، وأنهم يهود هذه الأمة، لا يعرفون شيئا اسمه الوفاء أو الخجل، بل يصابون بالصداع إن لم يغدروا بمن عفا عنهم وأحسن إليهم! لقد مردوا على النفاق، واتخذوا قرارا بأن يكذبوا بكل الآيات والمعجزات التي يأتيهم بها محمد صلى الله عليه وآله ويكفروا بكل القيم والأعراف الإنسانية التي يدعوهم إليها ويعاملهم بها.. وقرروا أن لا يدخلوا في دينه إلا في حالتين لا ثالثة لهما:
إذا كان السيف فوق رؤوسهم! أو صارت دولة محمد وسلطانه بأيديهم! فقد حاربوا هذا الدين ونبيه صلى الله عليه وآله بكل الوسائل حتى عجزوا وانهزموا..
ثم واصلوا تآمرهم على النبي ومحاولاتهم اغتياله صلى الله عليه وآله.. حتى عجزوا..
ثم جاؤوا يشترطون الشروط عليه وهم منهزمون طلقاء أي عبيد له أطلقهم ولم يعتقهم، ليأخذوا شطرا من دولته فعجزوا..
ثم جاؤوا يدعون أنهم أصحاب الحق في دولة نبيهم صلى الله عليه وآله لأنه من قبائل قريش!!
فتأمل في طبيعة هذه الطينة التي استولت على مقدرات الدولة الإسلامية، وأبعدت عن الحكم أهل بيت نبيها، وحرمت الأمة من الذين اختارهم الله لقيادتها، وأورثهم الكتاب والحكمة!