وفي دعائم الإسلام للقاضي النعمان المغربي: 1 / 15: (وروينا أيضا عن علي بن أبي طالب صلى الله عليه أنه قال: لما أنزل الله عز وجل: وأنذر عشيرتك الأقربين، جمع رسول الله صلى الله عليه وآله بني عبد المطلب على فخذ شاة وقدح من لبن، وإن فيهم يومئذ عشرة ليس منهم رجل إلا أن يأكل الجذعة ويشرب الفرق، وهم بضع وأربعون رجلا، فأكلوا حتى صدروا وشربوا حتى ارتووا، وفيهم يومئذ أبو لهب، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: يا بني عبد المطلب أطيعوني تكونوا ملوك الأرض وحكامها، إن الله لم يبعث نبيا إلا جعل له وصيا ووزيرا ووارثا وأخا ووليا، فأيكم يكون وصيي ووارثي ووليي وأخي ووزيري؟ فسكتوا، فجعل يعرض ذلك عليهم رجلا رجلا، ليس منهم أحد يقبله، حتى لم يبق منهم أحد غيري، وأنا يومئذ من أحدثهم سنا، فعرض علي فقلت: أنا يا رسول الله. فقال: نعم، أنت يا علي. فلما انصرفوا قال لهم أبو لهب: لو لم تستدلوا على سحر صاحبكم إلا بما رأيتم، أتاكم بفخذ شاة وقدح من لبن فشبعتم ورويتم! وجعلوا يهزؤون ويقولون لأبي طالب: قد قدم ابنك اليوم عليك). انتهى.
ولا بد أن تكون حادثة دعوة النبي صلى الله عليه وآله لبني هاشم قد شاعت في قريش ثم في العرب، فقالوا إن النبي الجديد جمع عشيرته بأمر ربه كما يزعم، ودعاهم إلى دينه، وطلب منهم شخصا يكون وزيره وخليفته من بعده، فأجابه ابن عمه الشاب الغلام علي.. فاتخذه وزيرا وخليفة!
ومنها نفهم تفسير ولاية علي بأنها النبأ العظيم كما في الكافي: 1 / 418: (عن عبد الله بن كثير قال سألت الامام الصادق عليه السلام في قوله تعالى (عم يتساءلون. عن النبأ العظيم)؟ قال: النبأ العظيم: الولاية). انتهى.